عرب وعالم

حرائق القنيطرة: رسالة إسرائيلية مشفرة أم مجرد حوادث عرضية؟





حرائق القنيطرة: رسالة إسرائيلية مشفرة أم مجرد حوادث عرضية؟


اشتعلت النيران في مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بالقرب من المنطقة العازلة مع إسرائيل في محافظة القنيطرة، وتحديدًا قرب قريتي بئر عجم وبريقة، مثيرةً تساؤلاتٍ مُلحة حول أسبابها الحقيقية. هل هي مجرد حوادث عرضية أم تحمل رسائل سياسية مُبطنة؟

اتهامات للجيش الإسرائيلي بإشعال الحرائق

اتهم مدير إعلام محافظة القنيطرة، محمد سعيد، الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على الأراضي الزراعية، ما أدى إلى انفجار ألغام أرضية مزروعة في المنطقة، وبالتالي اندلاع الحرائق. كما أشار إلى أن هذه الأعمال تُمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي والإنساني، وانتهاكًا لاتفاق فصل القوات لعام 1974، مُؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي يسعى لمنع الرعاة من الوصول إلى المراعي.

استراتيجية "السلام من خلال القوة"

ترى بعض المصادر أن حرائق القنيطرة تُمثل رسالة تهديد إسرائيلية لتسريع استجابة الحكومة السورية لشروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضمن استراتيجيته "السلام من خلال القوة". يُشير الناشط السياسي والكاتب السوري، علي العبد الله، إلى أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى إضعاف الدولة السورية واستنزافها وتعميق الانقسامات الداخلية، بما في ذلك التطبيع مع إسرائيل.

أضرار جسيمة وخسائر فادحة

تسببت الحرائق في أضرار جسيمة بالأراضي الزراعية والثروة الحيوانية، حيث التهمت مساحات واسعة من الغطاء النباتي في محيط قريتي بئر عجم وبريقة. وتُقدر مساحة الحرش الحراجي في قرية بئر عجم بنحو 130 هكتارًا، وهو يُعتبر من أبرز المناطق الطبيعية ذات الكثافة النباتية في المنطقة الجنوبية.

توغلات إسرائيلية وتضييق على الأهالي

أكدت مصادر أهلية في القنيطرة أن القوات الإسرائيلية تعمدت افتعال الحرائق للتضييق على أهالي القرى القريبة من الخط الفاصل، ومنع وصولهم إلى مزارعهم وأراضيهم، بهدف تحويلها إلى مساحات جرداء مكشوفة لتسهيل إنشاء منطقة عازلة. وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 22 عملية توغل بري للقوات الإسرائيلية في جنوب سوريا خلال الفترة من 9 يونيو إلى 5 يوليو 2025، ما أسفر عن مقتل مدني واعتقال 13 آخرين.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى