حرائق القدس.. كارثة طبيعية أم عمل مُدبر؟

في مشهدٍ دراماتيكيّ، هرب عشرات الإسرائيليين من سياراتهم على الطرق السريعة غرب القدس، تاركين كل شيء خلفهم، بينما تلاحقهم ألسنة اللهب المتصاعدة من الغابات المحيطة. مشهدٌ أعاد للأذهان أسوأ كوابيس أفلام الكوارث، ويثير تساؤلاً مُلحّاً: هل نحن أمام كارثة طبيعية، أم جريمة مُدبّرة؟
النيران تلتهم الأحراش والقلق يتصاعد
أكثر من 50 فريق إطفاء و12 طائرة تُكافح للسيطرة على الحرائق المستعرة، التي اجتاحت الأحراش والجبال، مُهدّدةً المستوطنات الإسرائيلية، وفقًا لهيئة البث الإسرائيلية. وتم إخلاء سكان المناطق المُتضرّرة، ووُضِعت خمس مستوطنات في حالة تأهّب قصوى تحسبًا لأي تطوّرات.
الطقس أم شرارة مُفتعلة؟
رغم الظروف الجوية الصعبة، من ارتفاع درجات الحرارة ورياح نشطة، إلا أن السبب الحقيقي وراء اندلاع الحرائق يبقى مُبهماً. تكرار اندلاع النيران في نفس المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية يزيد الشكوك حول وجود فاعل بشريّ. فريق التحقيق أعلن أن الحريق الأكبر ناتج عن “سبب بشري”، وأن نقطة انطلاقه كانت قرب مدخل مستوطنة “تاروم”. في المقابل، يرى البعض أن تقلبات الطقس واشتداد الرياح كفيلة بإشعال الشرارة الأولى وانتشارها بسرعة.
تهديدٌ للاحتلال وأثره المُتعدّد
هذه الحرائق ليست مُجرّد خطر بيئيّ، بل تُشكّل تهديدًا مُباشرًا للاحتلال الإسرائيلي، ناهيك عن الآثار الاقتصادية والسياسية المُحتملة. التحقيقات ما زالت جارية، لكن الخسائر والخوف الذي زرعته ألسنة اللهب في نفوس المستوطنين واضحة، فهم الذين شهدوا كيف يُمكن للطبيعة أن تتحوّل من مَلاذٍ للراحة إلى جحيمٍ للهروب.