حرائق القدس.. إسرائيل تستغيث دوليًا لإخماد النيران المستعرة

تجتاح نيرانٌ ضخمة جبال غرب القدس، مُخلفةً سلسلةً من الدمار وإجلاء السكان، في مشهدٍ أعاد إلى الأذهان كارثة حريق الكرمل. وسط استنفارٍ أمنيٍ غير مسبوق، أطلقت إسرائيل نداء استغاثةٍ دوليًا لاحتواء ألسنة اللهب التي التهمت مساحاتٍ شاسعة، وأجبرت السلطات على إخلاء ست بلداتٍ، في الوقت الذي يكافح فيه أكثر من 150 فريق إطفاء مدعومين بـ 11 طائرةً، للسيطرة على الحريق.
إسرائيل تستنجد بالدعم الدولي
في خطوةٍ عاجلة، ناشدت وزارة الخارجية الإسرائيلية، عدداً من الدول الأوروبية، بما في ذلك قبرص، كرواتيا، إيطاليا، واليونان، لتقديم مساعداتٍ جويةٍ عاجلة، في ظلِّ تصاعد حدة الحرائق وامتدادها بسرعةٍ مخيفةٍ بفعل الرياح العاتية. وجاءت هذه المناشدة في أعقاب إعلان حالة التأهب القصوى من قبل سلطة الإطفاء الإسرائيلية، التي تواجه تحديًا كبيرًا في احتواء النيران.
جهود مكثفة لإخماد الحريق
تكافح فرق الإطفاء النيران المستعرة، بأكثر من 150 وحدة إطفاء و 11 طائرة، في معركةٍ ضاريةٍ ضدَّ الزمن. وتأتي هذه الحرائق نتيجة موجة الحر الشديدة التي تجتاح المنطقة، والتي ساهمت في انتشار النيران بسرعةٍ كبيرةٍ، مما ضاعف من صعوبة السيطرة عليها.
شلل مروري وإخلاءات واسعة
تسببت الحرائق في شللٍ مروريٍ خانقٍ، بعد إغلاق الطريق السريع رقم 1، الذي يربط بين القدس وتل أبيب، في كلا الاتجاهين. واضطرت السلطات إلى إخلاء ست بلدات، هي مشمار أيالون، ميفو حورون، نفيه شالوم، مسيلات تسيون، ياعر اشتاؤل، وبيت مئير، فيما هرب المئات من سياراتهم مع اقتراب ألسنة اللهب من الطريق.
كما امتدت النيران إلى محيط متحف سلاح المدرعات وموقع اللطرون التذكاري، مما استدعى إخلاء الموقع بالكامل. وأعلنت شركة سكك حديد إسرائيل وقف جميع خطوط القطارات في أشدود ومحيطها، بعد اندلاع حرائق إضافية هناك. وتتوسع رقعة الحرائق من القدس باتجاه وسط البلاد وجنوبًا نحو النقب.
الجيش الإسرائيلي يتدخل
أعلن الجيش الإسرائيلي حالة الاستنفار القصوى، حيث وجَّه رئيس الأركان، إيال زامير، كافة الأفرع بتقديم الدعم الكامل لجهود الإطفاء. وتقوم وحدة 669 المتخصصة بعمليات الإنقاذ، بتمشيط المناطق المتضررة والاستعداد لإخلاء المحاصرين وتقديم العلاج الطبي.
حرائق كارثية
وصفت القناة 13 الإسرائيلية هذه الكارثة بأنها “الحرائق الأكبر منذ حريق جبل الكرمل عام 2010″، مما اضطر السلطات إلى إلغاء مراسم رسمية كانت مخصصة لإحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي، التي تسبق يوم الاستقلال.