حب الوطن ليس مجرد شعارات.. خطبة الجمعة المقبلة تُشعل مواقع التواصل

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية عن موضوع خطبة الجمعة القادمة، الموافق 13 يونيو 2025، تحت عنوان: «الأوطان ليست حفنة من تراب». تهدف الخطبة إلى تسليط الضوء على أهمية حب الوطن وربطه بالعقل السليم، محذرة من الأفكار المتطرفة التي تُفسد العقول وتُدمر الأوطان. وتؤكد الوزارة على أن حب الوطن جزء لا يتجزأ من التدين الحقيقي، وأن الحفاظ على ممتلكاته وهويته واقتصاده من أعظم صور البر به.
موضوع خطبة الجمعة المقبلة
تبدأ الخطبة بحمد الله والثناء عليه، ثم الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتنتقل بعدها إلى صلب الموضوع، موضحة أن الوطن ليس مجرد حفنة من تراب، بل هو قصة تُروى على ألسنة الأجيال، وروح تسكن في كل زاوية ودرب. هو شعب عريق وحضارة سامقة، ومؤسسات تُبنى بسواعد أبنائه، وانتصارات تُسطر بدماء أبطاله. هو رجال عباقرة نسجوا مجده، وعلماء ومخترعون ومبدعون أبهروا العقول، ومناضلون صنعوا المجد. الوطن يعيش فينا كما نعيش فيه.
الوطن في القرآن والسنة
تستشهد الخطبة بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، مؤكدة على أهمية الوطن. وتشير إلى الآيات التي تُقرن مفارقة الأوطان بقتل النفس، مثل قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}. كما تُذكر الآيات التي تجعل الجلاء عن الوطن عذاباً للمخالفين، كقوله تعالى: {وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا}.
حب الوطن من حب رسول الله
تُقدم الخطبة أمثلة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في حب الوطن، كحديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر، فنظر إلى جدران المدينة، أوضع راحلته، وإن كان على دابة حركها، من حبها. وتُعقب الخطبة بشرح ابن حجر في فتح الباري لهذا الحديث، حيث يقول: (وفي الحديث دلالة على مشروعية حب الوطن والحنين إليه).
مظاهر حب الوطن
تُعدد الخطبة مظاهر حب الوطن الحقيقية، مؤكدة أنها ليست مجرد شعارات، بل عمل جاد وإتقان في كل موقع. فالموظف الأمين، والعامل المتقن، والطالب المجتهد، والمعلم المربي، والطبيب الحريص، والتاجر الصادق، كلهم يبْنونَ وطنهم بإخلاصهم، وحفاظهم على هويته الثقافية والدينية، ولغته العربية، ومرافقه العامة.
الحفاظ على الممتلكات العامة
تُشدد الخطبة على أهمية الحفاظ على الممتلكات العامة، كوسائل النقل العام، والقطارات تحديداً، باعتبارها شرايين حياة تربط أرجاء الوطن. وتستنكر الخطبة أي عبث أو تخريب لهذه الممتلكات، مؤكدة أن ذلك يُعيق تقدم البلد، ويؤخر مسيرة التنمية، ويؤثر سلباً على آلاف المواطنين.
اللغة العربية هوية الوطن
تُؤكد الخطبة على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية الأصيلة واللغة العربية، باعتبارها لغة القرآن الكريم، ولغة الضاد، التي بها نفكر ونتواصل ونعبر عن ذواتنا. وتُستنكر الخطبة أي إهمال أو ضعف في اللغة العربية، وتدعو إلى الاعتزاز بها واستخدامها الصحيح، وتشجيع الأبناء على تعلمها وإتقانها.
بناء الاقتصاد الوطني
تختتم الخطبة بالدعوة إلى المساهمة في بناء الاقتصاد الوطني، باعتباره عصب الحياة وقاطرة التنمية. وتحث على الإخلاص في العمل والإتقان في المهنة، وشراء المنتجات المحلية، ودعم الصناعات الوطنية، وتشجيع الاستثمار، ومحاربة الفساد.
وتدعو الخطبة إلى العمل والإتقان في خدمة الوطن وصالح الناس، مستشهدة بقوله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.