اقتصاد

توترات جيوسياسية تهز أسواق الطاقة.. هل تلقَّت ضربة موجعة؟

تتزايد المخاوف بشأن تأثير التوترات الجيوسياسية على أسواق الطاقة العالمية، خاصة مع قرارات منظمة “أوبك بلس” الأخيرة المتعلقة بزيادة الإنتاج في ظل ضعف الطلب وتصاعد حدة الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. فهل ستؤدي هذه العوامل إلى هبوط حاد في أسعار النفط؟

خريطة الطاقة العالمية تتغير

أكدت الدكتورة وفاء علي، أستاذ الاقتصاد والطاقة، أن المشهد الحالي يطرح سؤالًا ملحًّا: هل تلقَّت أسواق الطاقة ضربة موجعة من زيادة المعروض، مما أثر سلبًا على الأسعار؟ أم أن التوترات الجيوسياسية هي السبب الرئيسي في وصول الأسعار إلى القاع؟ وأضافت أن القواعد الحاكمة لأسواق الطاقة العالمية تغيرت بفعل الخوف من فائض المعروض وضعف الطلب ومخاطر الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى عدم التوافق بين المنتجين.

توقعات اجتماع “أوبك+”

أشارت د. وفاء علي إلى ضعف البيانات الاقتصادية الصينية وتزايد احتمالية حدوث ركود اقتصادي عالمي، في ظل عزم “أوبك بلس” على زيادة الإنتاج وعدم التزام بعض الأعضاء بحصص الإنتاج. وتوقعت تراجع “أوبك بلس” عن قرار زيادة الإنتاج في اجتماع يونيو القادم، نظرًا لاستمرار التوترات الجيوسياسية التي تدعم الأسعار. وأضافت أن ضبط إيقاع أسعار النفط أصبح أمرًا شائكًا بسبب تراجع النمو الاقتصادي، متوقعة أن تظل الأسعار دون مستوى 70 دولارًا للبرميل.

تحديات الطلب والمعروض

من جانبه، أوضح الدكتور إبراهيم فضلون، أستاذ الاقتصاد الدولي، أن تحديات الطلب وزيادة المعروض تهددان أسعار النفط، مما دفع بعض البنوك الكبرى مثل “وول ستريت” إلى خفض توقعاتها للأسعار خلال عام 2025. وأضاف أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تؤثر على توقعات النمو العالمي والطلب على الوقود. وأشار إلى أن قرار “أوبك بلس” بزيادة الإنتاج جاء مدفوعًا بالتفاؤل بمستويات الطلب على النفط في وقت لاحق من العام، وهو موقف يتعارض مع تزايد التشاؤم لدى المستثمرين.

مخاوف زيادة الإمدادات

أعرب د. فضلون عن مخاوفه من زيادة إمدادات “أوبك بلس“، مما قد يؤدي إلى فائض في المعروض ويضغط على الأسعار. وأشار إلى أن سوق النفط يقف عند مفترق طرق، حيث يؤثر الدولار القوي والشكوك المحيطة بالطلب العالمي على قرارات المستثمرين. كما أشار إلى تأثير الرسوم الجمركية على الطلب على النفط وبعض السلع.

توقع د. فضلون أن يناقش اجتماع “أوبك بلس” القادم إمكانية تمديد تخفيضات الإنتاج أو زيادتها تدريجيًا، مع احتمالية قيام بعض الأعضاء بتسريع زيادة الإنتاج. وأعرب عن احتمالية قيام “أوبك بلس” بزيادة الإنتاج إذا تراجع الطلب العالمي، خاصة مع وجود فائض في المعروض.

المصدر النيل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى