تهديد إغلاق هرمز يهز أسواق النفط العالمية.. هل نشهد أزمة طاقة جديدة؟

سيطرت حالة من القلق على أسواق النفط العالمية عقب التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم ممرات الطاقة في العالم، ردًا على الهجوم الأمريكي المزعوم على منشآتها النووية. فهل ستؤدي هذه التوترات إلى أزمة طاقة جديدة؟

مضيق هرمز: شريان الطاقة العالمي

يقع مضيق هرمز بين عُمان وإيران، ويربط الخليج العربي بخليج عُمان وبحر العرب، ويمر عبره يوميًا ما يقارب 20 مليون برميل نفط، أي ما يعادل 20% من استهلاك السوائل البترولية العالمي. وتكمن أهميته في عمقه واتساعه، ما يسمح بعبور أكبر ناقلات النفط الخام في العالم.

تأثير إغلاق هرمز على أسواق الطاقة

على الرغم من استمرار حركة الملاحة في المضيق حتى الآن، إلا أن التهديدات الإيرانية رفعت سعر خام برنت من 69 دولارًا للبرميل في 12 يونيو إلى 74 دولارًا في 13 يونيو 2025. ويخشى المحللون من أن أي توقف، ولو مؤقت، في حركة الناقلات عبر المضيق، سيؤدي إلى تأخيرات كبيرة في الإمدادات وارتفاع تكاليف الشحن، ما قد يدفع أسعار الطاقة العالمية للصعود بشكل حاد.

بدائل محدودة لعبور النفط

لا توجد بدائل عملية لعبور كميات النفط الهائلة التي تمر عبر مضيق هرمز. وبالرغم من وجود بعض خطوط الأنابيب البديلة التي تتجاوز المضيق، إلا أنها لا تستوعب الكميات نفسها. ففي عام 2024 والربع الأول من 2025، مثلت التدفقات عبر مضيق هرمز أكثر من ربع إجمالي تجارة النفط العالمية المنقولة بحرًا، وحوالي خُمس الاستهلاك العالمي من النفط والمنتجات البترولية.

دور السعودية والإمارات في تخفيف الأزمة المحتملة

تعتبر السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط عبر مضيق هرمز، حيث شكلت صادراتها 38% من إجمالي تدفقات النفط الخام عبره في عام 2024. وتمتلك السعودية والإمارات العربية المتحدة بنية تحتية لخطوط أنابيب قادرة على تجاوز المضيق، ما قد يخفف من حدة أي انقطاعات محتملة. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 2.6 مليون برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية لهذه الخطوط قد تكون متاحة لتجاوز هرمز.

خطوط أنابيب بديلة

• تمتلك أرامكو السعودية خط أنابيب “شرق-غرب”، بطاقة استيعابية تصل إلى 7 ملايين برميل يوميًا.
• تشغل الإمارات خط أنابيب بطاقة 1.8 مليون برميل يوميًا، يربط حقول النفط البرية بميناء الفجيرة على خليج عُمان.
• افتتحت إيران خط أنابيب “غوره-جاسك” ومحطة تصدير “جاسك” على خليج عُمان، بطاقة إنتاجية فعلية تبلغ حوالي 300 ألف برميل يوميًا.

الأسواق الآسيوية: الوجهة الرئيسية للنفط المار عبر هرمز

تعتبر الأسواق الآسيوية، وخاصة الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، المستورد الرئيسي للنفط الذي يمر عبر مضيق هرمز، حيث استقبلت 84% من النفط الخام و83% من الغاز الطبيعي المسال الذي عبر المضيق في عام 2024.