تكافل وكرامة: 10 سنوات من الحماية الاجتماعية.. ورحلة التمكين الاقتصادي

شهدت احتفالية وزارة التضامن الاجتماعي بمرور 10 سنوات على برنامج “تكافل وكرامة” جلسة نقاشية ثرية بعنوان “الحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي”، شارك فيها نخبة من الخبراء الدوليين، بمن فيهم وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية وخبراء من إندونيسيا والبرازيل وبنجلاديش، وأدارها كريستوبال ريداو كانو، مدير ممارسات الحماية الاجتماعية بالبنك الدولي.
تجربة لبنان في بناء منظومة رعاية الفقراء
أكدت حنين سيد، وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية، أن لبنان، رغم الظروف السياسية الصعبة، بصدد بناء منظومة متكاملة لرعاية الفقراء. وتعتمد الاستراتيجية اللبنانية للحماية الاجتماعية على خمس ركائز، منها تقديم المساعدات للفقراء، والشمول المالي، والدعم النقدي. وأشارت إلى برنامج “أمان”، وهو برنامج لبناني مشابه لـ”تكافل وكرامة”، يسمح للمواطنين بالتسجيل والاستفادة منه إلكترونيًا. وشددت على أهمية ربط برامج الحماية الاجتماعية بالتنمية الاقتصادية.
دور برنامج “أمان” في التمكين الاقتصادي
وأضافت الوزيرة أن “أمان” يقدم التحويلات النقدية للفئات المستهدفة، ويساعدهم على اكتساب مهارات العمل، خاصةً المرأة. وأعربت عن تفاؤلها بأنه مع تحقيق النمو الاقتصادي المأمول، ستتحسن قدرة الدولة على دعم الفقراء وتمويل برامج الحماية الاجتماعية ذاتيًا.
إندونيسيا وربط الحماية الاجتماعية بالتمكين الاقتصادي
استعرض الدكتور ميلكي، ممثل الحكومة الإندونيسية، تجربة بلاده في التوسع في برامج الحماية الاجتماعية وربطها بالتنمية الاقتصادية، بهدف زيادة حجم الطبقة المتوسطة. وأوضح أن إندونيسيا تعمل على ربط برامج الحماية الاجتماعية ببرامج الضمان الاجتماعي، والاستجابة للكوارث الطبيعية والأزمات. وأشار إلى وجود برامج خاصة لرعاية المهمشين، وتوفير فرص عمل، وتنفيذ برامج لزيادة الأعمال والتوظيف، بهدف زيادة الدخل. كما أكد على أهمية وجود نظام بيانات قوي ومُحدّث لتحسين إجراءات العمل في برامج الحماية.
البحرين: من الاستهلاك إلى الإنتاج
في كلمة مسجلة، أشاد أسامة بن صالح، وزير التنمية الاجتماعية بمملكة البحرين، بالتجربة المصرية في مجال الحماية الاجتماعية، مؤكدًا أنها ركن أساسي في بناء مجتمع متكامل. وأشار إلى أن التجارب الدولية أثبتت أن برامج الحماية الاجتماعية لا تقتصر على الدعم المادي فقط، بل تتطلب تحديث التشريعات لتحقيق التنمية المستدامة. ودعا إلى الانتقال من ثقافة الاستهلاك إلى سياسة الإنتاج، ووضع الفئات الأكثر احتياجًا في صدارة الأولويات، وتعزيز التعاون من خلال برامج وسياسات موحدة.
تجربة البرازيل: برنامج “بولسا فاميليا”
عرضت آنا روسيل، مديرة برنامج الحماية بوزارة التنمية والمساعدة بالبرازيل، برنامج “بولسا فاميليا”، وهو برنامج الحماية الاجتماعية الرئيسي في البرازيل. وأوضحت أن البرنامج، الذي دخل عقده الثاني، حقق إنجازات كبيرة، ويقوم على ثلاث ركائز: القضاء على الجوع، وكسر دائرة الفقر، وضمان حصول الأسر على دعم شهري. وأشارت إلى وجود مؤشرات وأدوات لقياس إنجاز البرنامج، والتأكد من مواكبة الخدمات المقدمة للاحتياجات الفعلية. وأكدت روسيل أن “بولسا فاميليا” يعمل على مواجهة البطالة، ويضع فئات اجتماعية مثل المرأة المعيلة في صدارة الأولويات، ويستخدم التكنولوجيا لتحقيق أهدافه.