ترامب يُهدد الهند برسوم جمركية صارمة بسبب النفط الروسي

في تصعيد جديد للتوتر التجاري بين واشنطن ونيودلهي، لوّح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الهندية، ردًا على استمرار الهند في شراء النفط الروسي بكميات كبيرة.
ترامب يُلوّح بالعصا الجمركية
أعلن ترامب عبر منصته “تروث سوشيال”، أن الهند لا تكتفي بشراء النفط الروسي بأسعار مخفضة، بل تقوم أيضًا بإعادة تصديره لجني أرباح طائلة، مُتجاهلة – كما وصفه – تداعيات الحرب في أوكرانيا. وأكد عزمه على رفع الرسوم الجمركية على السلع الهندية بشكل كبير، ما قد يُشعل حربًا تجارية جديدة بين البلدين.
علاقة تجارية طويلة الأمد بين الهند وروسيا
يُذكر أن ترامب كان قد أعلن سابقًا عن نيته فرض تعرفة جمركية بنسبة 25% على الواردات الأمريكية من الهند، خامس أكبر اقتصاد عالميًا، مُشيرًا إلى وجود عجز تجاري كبير بين البلدين. وتؤكد مصادر حكومية هندية لوكالة “رويترز” أن نيودلهي ستواصل شراء النفط الروسي، مُستفيدة من الأسعار التفضيلية التي تُقدمها موسكو في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليها.
الهند تُصبح من أكبر مُستوردي النفط الروسي
خلال العامين الماضيين، برزت الهند كأحد أكبر مُستوردي النفط الروسي، حيث تجاوزت وارداتها اليومية مليوني برميل، ما يُمثل قرابة 45% من إجمالي وارداتها من النفط الخام، وفقًا لتقارير اقتصادية أمريكية. وتُشير “نيويورك تايمز” إلى أن العلاقة التجارية بين الهند وروسيا تمتد لعقود، وأن قطاع الطاقة يُمثل ركيزة أساسية لهذا التعاون، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، عندما تراجعت صادرات النفط الروسي إلى أوروبا، وارتفعت بشكل ملحوظ إلى الهند.
مخاوف من تصعيد التوتر التجاري
بحسب “نيويورك تايمز”، بلغت قيمة المشتريات الهندية من النفط الروسي نحو 275 مليار دولار خلال عامين، مُستفيدة من تخفيضات الأسعار، وقيام شركاتها بتكرير النفط محليًا ثم تصديره كمنتجات مُكررة، حتى إلى الأسواق الأوروبية. ويتوقع مُحللون أن يُؤدي التصعيد الجمركي الأمريكي، في حال تطبيقه، إلى ضغوط اقتصادية على الهند، رغم نموها الاقتصادي المُتسارع ومنافستها لاقتصادات كبرى مثل اليابان وألمانيا.





