الأخبار

ترامب في الشرق الأوسط: هل يعيد رسم خريطة المنطقة؟

في زيارةٍ تحمل في طياتها الكثير من التساؤلات، يطأ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أرض الشرق الأوسط في جولةٍ تمتد من 13 إلى 16 مايو. فما هي دلالات هذه الزيارة؟ وما الأهداف التي يسعى ترامب لتحقيقها في ظلّ التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة؟

إلام تهدف زيارة ترامب؟

يبدو أن ترامب يسعى، من خلال هذه الزيارة، إلى تحقيق حزمة من الأهداف الاستراتيجية. أولها، تعزيز التحالفات التقليدية للولايات المتحدة في المنطقة، خاصة في ظل التهديدات الإقليمية المتصاعدة، وفي مقدمتها النفوذ الإيراني المتنامي. كما تهدف الزيارة إلى تأكيد ضمان أمن إسرائيل، ودعم جهود مكافحة الإرهاب، خاصة مع تنامي خطر الجماعات المتطرفة. يأتي ذلك في وقتٍ يشهد فيه الدور الأمريكي تراجعاً نسبياً، ما يجعل من تحركات ترامب محوراً رئيسياً في إعادة رسم موازين القوى في المنطقة.

يحمل ترامب معه رؤيةً جديدة للسلام في الشرق الأوسط، تقوم على مفهوم “السلام الإقليمي”، بدلاً من التركيز فقط على القضية الفلسطينية-الإسرائيلية. ويسعى إلى إحداث تقاربٍ بين الدول العربية وإسرائيل لمواجهة التهديدات المشتركة. وتُشير التوجهات الأمريكية الحالية إلى التركيز على إبرام اتفاقيات تطبيع إضافية لتعزيز الاستقرار، مع تقليل التدخل المباشر في الصراعات، والاعتماد على تحالفات إقليمية.

الجانب الاقتصادي للزيارة

لا يغيب البُعد الاقتصادي عن زيارة ترامب، حيث يسعى إلى فتح أسواق جديدة للاستثمارات الأمريكية في الشرق الأوسط، وعقد صفقات تجارية وعسكرية ضخمة، لدعم الاقتصاد الأمريكي، خاصة في ظلّ التحديات الداخلية التي تواجهها إدارته. فالزيارة تحمل في طياتها رسالة دعم لحلفاء واشنطن، وفي الوقت نفسه، تُعدّ وسيلةً لدفع المصالح الاقتصادية والاستراتيجية للولايات المتحدة.

توقيت دقيق وحسابات سياسية

يأتي توقيت زيارة ترامب في مرحلةٍ حرجة تشهدها المنطقة، مع تصاعد التوترات، وتصاعد الملف النووي الإيراني، بالإضافة إلى القضايا المزمنة كالقضية الفلسطينية، وأزمات اليمن وسوريا وليبيا. ويحاول ترامب استثمار هذا التوقيت لتعزيز صورته كرئيسٍ صانع صفقات، وقادر على تحقيق تسويات تاريخية، ما ينعكس إيجاباً على وضعه السياسي الداخلي.

لكن يبقى نجاح هذه الزيارة مرهوناً بقدرة الإدارة الأمريكية على تحقيق توازن دقيق بين تأكيد التزاماتها الأمنية تجاه حلفائها، وتجنب الانزلاق في صراعاتٍ جديدة. كما أن موقف شعوب المنطقة، ومدى تقبلهم للسياسات الأمريكية، سيكون عاملاً حاسماً في تحديد تأثير هذه الزيارة على المدى البعيد. فالشرق الأوسط اليوم أكثر وعياً بمصالحه، ولن يقبل بسهولة أن يُدار بالأدوات التقليدية القديمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى