تراجع التأييد للحرب على غزة بين جنود الاحتياط الإسرائيليين: هل انقلبت الآية؟

تزايدت الشكوك حول جدوى الحرب على غزة، وبدأت تتردد أصوات معارضة من داخل الجيش الإسرائيلي نفسه، وتحديدًا من جنود الاحتياط الذين يشكلون العمود الفقري للقوات المقاتلة. تقرير صادم نشرته مجلة نيويوركر الأمريكية يكشف عن تراجع ملحوظ في تأييد العمليات العسكرية بين هؤلاء الجنود، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل الحرب وتأثيرها على المجتمع الإسرائيلي.
انهيار الروح المعنوية: جنود الاحتياط يفقدون الثقة
في بداية الحرب، كان الحماس واضحاً بين جنود الاحتياط، حيث هرعوا للانضمام إلى القتال. لكن مع مرور الوقت وامتداد أمد الحرب، تحول الحماس إلى إحباط وتساؤلات حول جدوى العمليات. نير، وهو جندي احتياط إسرائيلي، وصف المشهد بأنه “سيئ للغاية”، مؤكداً أن الجميع منهكون. وأشار إلى تراجع نسبة الاستجابة للاستدعاءات العسكرية إلى أقل من 50%، وهو ما يعكس حالة فقدان الثقة المتزايدة.
رفض المشاركة: أصوات معارضة من قلب الجيش
لم يقتصر الأمر على تراجع الحماس، بل امتد إلى رفض المشاركة في القتال. إران تمير، جندي مشاة مخضرم، قرر عدم الاستجابة للاستدعاء الأخير، معبراً عن رفضه المشاركة في حرب يراها خداعاً و عاراً. وأكد أن أهداف الحرب المعلنة كاذبة، وأنها تمثل أدنى نقطة أخلاقية لإسرائيل.
الشكوك تتزايد: هل الحرب في مصلحة إسرائيل؟
تزايدت الشكوك حول جدوى الحرب حتى بين مؤيديها السابقين. يائير، جندي احتياط سابق، أعرب عن فقدانه التدريجي للإيمان بالقضية، مشيراً إلى ضبابية أهداف الحرب والفجوة بين ما يحدث على الأرض والشعارات الرسمية. حتى أوري عراد، الملاح القتالي السابق، ينصح الشباب برفض المشاركة في الحرب، معتبراً أن إسرائيل تخلت عن المحتجزين وفقدت روحها.
المجتمع الإسرائيلي: انقسام وقلق
انعكست هذه الشكوك على المجتمع الإسرائيلي، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن 35% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن استمرار القتال يصب في مصلحة البلاد، بينما يعتقد 53% أن الحرب مدفوعة بدوافع شخصية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. هذا الانقسام يهدد بتعميق الأزمة وتفتيت المجتمع الإسرائيلي.