تحول ديموغرافي صادم: فرنسا تسجل عجزاً سكانياً لأول مرة منذ 80 عاماً!

شهدت فرنسا تحولاً ديموغرافياً غير مسبوق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث تجاوز عدد الوفيات عدد المواليد لأول مرة منذ 80 عاماً، ما أثار قلقاً عميقاً بشأن مستقبل التركيبة السكانية للبلاد.
عجز سكاني مفاجئ
كشفت بيانات المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (INSEE)، التي نشرتها إذاعة راديو فرنسا، عن تسجيل 651 ألف حالة وفاة مقابل 650 ألف ولادة فقط بين يونيو 2024 ومايو 2025، ما يعني عجزاً ديموغرافياً بلغ ألف شخص. هذا التحول المفاجئ أثار دهشة الخبراء، حيث كان من المتوقع حدوثه بحلول عام 2035، أي قبل عشر سنوات من الموعد المتوقع.
انخفاض الخصوبة وارتفاع وفيات الرضع
أرجع الخبير الديموغرافي جوليان دامون هذا التحول إلى التسارع غير المتوقع في التغير الديموغرافي، مشيراً إلى خطورة انخفاض الخصوبة. وأكدت وزيرة العمل والصحة كاثرين فوتران استمرار انخفاض عدد الولادات، لا سيما منذ عام 2022، حيث تفقد فرنسا ما معدله 30 ألف ولادة سنوياً. يزيد من تعقيد المشكلة ارتفاع معدلات وفيات الرضع في فرنسا، والتي سجلت ارتفاعاً تدريجياً منذ عام 2011، من 3.5 إلى 4.1 لكل ألف ولادة حية، ما يعني وفاة طفل واحد من بين كل 250 قبل بلوغه عامه الأول. ومنذ عام 2015، تجاوز معدل وفيات الرضع في فرنسا متوسط الاتحاد الأوروبي.
مستقبل ديموغرافي قاتم
هذا العجز السكاني يطرح تساؤلات جادة حول مستقبل فرنسا الديموغرافي، ويدفع الحكومة إلى البحث عن حلول عاجلة لمعالجة انخفاض معدلات المواليد وارتفاع وفيات الرضع. التحول الديموغرافي هذا يمثل تحدياً حقيقياً للبلاد، ويتطلب تضافر جهود جميع الجهات المعنية للبحث عن حلول فعالة تضمن مستقبلاً ديموغرافياً أكثر استقراراً.