تحليل أسعار الذهب اليوم: تراجع عالمي واستقرار محلي في ظل التوترات الجيوسياسية

شهدت أسواق الذهب العالمية تراجعًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم الخميس، متأثرةً بقرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة، ما عزز من قوة الدولار الأمريكي وزاد الضغط على المعدن النفيس. ومع ذلك، حدّت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة من حدة الهبوط، ما أبقى الذهب في حالة ترقب.
انخفض سعر أونصة الذهب بنسبة 0.1%، مسجلاً أدنى مستوى له عند 3347 دولارًا للأونصة، بعد أن افتتح التداول عند 3371 دولارًا، ليستقر لاحقًا حول مستوى 3365 دولارًا، وفقًا لـ جولد بيليون. يأتي هذا التراجع امتدادًا لانخفاض الأمس بنسبة 0.6%، ما أبعد الذهب عن مستوى 3400 دولار الذي اخترقه في بداية الأسبوع.
قرار الفيدرالي وتأثيره على الذهب
جاء قرار الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة عند 4.50% متوافقًا مع توقعات الأسواق، ولكنه أشار إلى توقعات بتباطؤ النمو وارتفاع التضخم. خفض الفيدرالي توقعات النمو لهذا العام إلى 1.4% من 1.7% سابقًا، بينما رفع توقعات التضخم إلى 3% من 2.7%. هذا التضخم المتوقع، إلى جانب توقعات خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس هذا العام و25 نقطة أساس في العامين المقبلين، دعم الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى، ما أثر سلبًا على أسعار الذهب نظرًا للعلاقة العكسية بينهما.
التوترات الجيوسياسية تدعم الذهب
على الرغم من الضغط السلبي للدولار، وجد الذهب دعمًا في استمرار التوترات الجيوسياسية، خاصةً الصراع بين إيران والكيان الصهيوني، واحتمالية تدخل الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الوضع المتأزم في الشرق الأوسط يحافظ على الطلب على الذهب كملاذ آمن، ويحد من هبوطه الحاد.

أسعار الذهب في مصر
شهدت أسعار الذهب في مصر استقرارًا نسبيًا في بداية تداولات اليوم، بعد تراجعها خلال جلسة الأمس متأثرةً بحركة الذهب العالمي. افتتح الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا، عند 4800 جنيه للجرام، وهو نفس مستوى تداوله وقت كتابة التقرير، بعد انخفاضه أمس بمقدار 40 جنيهًا، ليغلق عند 4790 جنيهًا، بعد أن كان قد افتتح عند 4830 جنيهًا.
يأتي هذا الاستقرار نتيجةً لارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، ما عوض جزئيًا تراجع سعر الذهب العالمي. وكان الذهب المحلي قد شهد ارتفاعًا ملحوظًا مطلع الأسبوع مدفوعًا بزيادة الطلب على الدولار بعد تخارج بعض المستثمرين الأجانب من أدوات الدين المصرية في أعقاب التوترات الجيوسياسية، إلا أن الطلب على الدولار عاد إلى مستوياته الطبيعية، ما أدى إلى استقرار سعر الصرف.
توقعات الأسواق
تشير توقعات الأسواق إلى استمرار تذبذب أسعار الذهب في ظل التجاذب بين العوامل المؤثرة. فمن ناحية، يضغط الدولار القوي وتوقعات ارتفاع التضخم على الذهب، ومن ناحية أخرى، يدعم الطلب على الملاذ الآمن في ظل التوترات الجيوسياسية سعر الذهب. يتوقع المحللون أن يظل الذهب في نطاق تداول عرضي حتى تتضح الرؤية بشأن هذه العوامل المتضاربة.
محليًا، من المتوقع أن تحافظ أسعار الذهب على استقرارها النسبي، مع احتمالية تأثرها بحركة الذهب العالمي وسعر صرف الدولار مقابل الجنيه. يراقب المستثمرون عن كثب أي تطورات جديدة في المشهد الجيوسياسي والاقتصادي، والتي قد تؤثر بشكل كبير على سعر الذهب.