تايوان تُجري أكبر مناوراتها العسكرية على الإطلاق لمواجهة تهديد الصين

في استعراض غير مسبوق للقوة، أطلقت تايوان اليوم الأربعاء أكبر مناوراتها العسكرية، محاكيةً سيناريوهات هجوم صيني محتمل على بنيتها التحتية وأنظمة قيادتها. تأتي هذه المناورات، المعروفة باسم “هان كوانغ”، في ظل تصاعد التوترات مع بكين، وتستمر على مدار عشرة أيام لاختبار جاهزية الجزيرة للدفاع عن نفسها.
تركيز على لامركزية القيادة
تركز المرحلة الأولى من التدريبات على قدرة الجيش التايواني على توزيع القيادة في حال تعطل الاتصالات جراء هجوم صيني. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع التايوانية، طلب عدم الكشف عن هويته، إنهم يستمدون دروسهم من الحرب في أوكرانيا، ويعملون على مواجهة التحديات المحتملة بواقعية. وأكد على أهمية تدريب القادة على إدارة القوات في ظل ظروف قتالية حقيقية، ونقل هذه الخبرات إلى مرؤوسيهم.
مواجهة التضليل الإعلامي والهجمات الإلكترونية
تُدرك تايوان أن الهجمات الإلكترونية وحملات التضليل الإعلامي قد تسبق أي هجوم عسكري صيني واسع النطاق، ولذا تُوليها اهتمامًا خاصًا في تدريباتها. وستشهد مناورات هذا العام مشاركة عدد قياسي من جنود الاحتياط، يبلغ نحو 22 ألف جندي، بالإضافة إلى استخدام أنظمة صاروخية متطورة مثل “هيمارس” الأمريكية الصنع و”سكاي سوورد” التايوانية.
تدريبات برية وبحرية وجوية
ستتوسع المناورات لتشمل عمليات عسكرية متواصلة على مدار الساعة، تحاكي الدفاع عن السواحل التايوانية ضد هجوم واسع النطاق. وستشمل أيضاً اختبار عناصر الدفاع المدني، بما في ذلك إنشاء محطات إمداد الطوارئ، واستخدام الملاجئ المحصنة ضد الغارات الجوية.
الصين تراقب بصمت
في حين لم تُصدر الصين رد فعل رسمي قوي، إلا أنها تراقب المناورات عن كثب، حسب تقارير إعلامية. رصد الجيش التايواني 31 طائرة و7 سفن صينية حول الجزيرة. في المقابل، قلل متحدث باسم وزارة الدفاع الصينية من شأن التدريبات التايوانية، واصفاً إياها بـ “مجرد خدعة”. وفي خطوة قد تُفهم على أنها ردّ غير مباشر، فرضت بكين قيودًا على تصدير بعض الموارد إلى ثماني شركات تايوانية.