تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب: هوس المظاهر والقلق من فقدان الكمال!

في عصرٍ باتت فيه منصات التواصل الاجتماعي سيفًا ذا حدين، يعيش جيل اليوم تحديات نفسية غير مسبوقة، فبين سحر الصور المثالية ووهج الكمال المصطنع، تتسع الفجوة بين الواقع الافتراضي ومتطلبات الحياة الحقيقية.
هوس المظاهر والكمال الزائف
أكد الدكتور محمد عودة، استشاري العلاج النفسي، خلال لقائه مع الإعلامية رندا فكري في برنامج «الحياة أنت وهي» على قناة «الحياة»، أن مواقع التواصل الاجتماعي تُلقي بظلالها على نفسية الشباب، مغذيةً لديهم هوسًا بالمظاهر الخارجية، بدءًا من السيارات الفارهة ووصولًا إلى المطاعم الفخمة، وكأن الحياة لا طعم لها دون هذه المقتنيات البراقة.
أضاف عودة أن تطبيقات مثل تيك توك وإنستجرام، تُغذي هذا النمط الاستهلاكي الزائف، فالمقارنة المستمرة مع حياة الآخرين، كما تبدو على هذه المنصات، تؤدي حتمًا إلى الإحباط وفقدان الثقة بالنفس، خاصةً لدى الشباب الذين يفتقدون القدرة على التمييز بين الواقع المصطنع والحياة الحقيقية.
فوبيا اجتماعية وقلة ثقة بالنفس
استشهد الدكتور عودة بحالة فتاة في المرحلة الثانوية، تتمتع بجمالٍ طبيعي وقوامٍ مثالي، إلا أنها عانت من فوبيا اجتماعية حادة. ورغم تحسن حالتها بعد جلسات العلاج، ظلت تشعر بعدم الرضا عن مظهرها، بسبب الصور المُعدّلة والفلاتر المُستخدمة بكثرة على مواقع التواصل، والتي تروج لمعايير جمال زائفة، يصعب على أي فتاة تحقيقها في الواقع.
الظاهرة لا تقتصر على الفتيات
وليس الفتيات وحدهن من يعانين من هذه الآثار السلبية. فقد أكد عودة أن الشباب أيضًا يسعون وراء بناء أجسام مثالية، مُهملين في سبيل ذلك بناء شخصياتهم وتنمية مهارات حياتية أساسية، مما يُعرضهم لاضطرابات نفسية، مثل الوسواس القهري المرتبط بالمظهر.
مقاطع قصيرة وانحدار معرفي
أشار عودة إلى أن المقاطع القصيرة، مثل الريلز، تُضعف من قدرة الجيل الجديد على التركيز والانتباه، وتُسهم في انحدارٍ معرفي حاد، نتيجة ابتعادهم عن القراءة والمطالعة، وغياب ثقافة البحث عن المعلومة من مصادرها الموثوقة.