اقتصاد

تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على بنوك الأسواق الناشئة: هل مصر في مأمن؟

شهدت الأسواق العالمية تقلبات كبيرة في الفترة الأخيرة، نتيجة للرسوم الجمركية الأمريكية والتوترات التجارية المتصاعدة. فكيف أثرت هذه التطورات على بنوك الأسواق الناشئة، وهل مصر في مأمن من هذه العاصفة؟

تأثيرات متباينة على بنوك الأسواق الناشئة

أشارت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني إلى أن بنوك الأسواق الناشئة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا تواجه تأثيرات متباينة، وإن كانت محدودة، بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية. وتختلف هذه التأثيرات تبعًا لمدى تأثر اقتصادات الدول التي تعمل بها هذه البنوك، إضافةً إلى تقلبات السوق العالمية. فالاقتصادات المصدرة للنفط، على سبيل المثال، ستتأثر سلبًا بانخفاض أسعار النفط، وهو نتيجة غير مباشرة للرسوم الجمركية وتأثيرها السلبي على النمو العالمي. في المقابل، قد تستفيد الاقتصادات المستوردة للنفط، والتي عادة ما تصدر كميات قليلة إلى الولايات المتحدة، من انخفاض أسعار النفط.

الآثار السلبية للرسوم الجمركية

من بين الآثار السلبية للرسوم الجمركية ضعف نمو الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما ينعكس سلبًا على القطاعات المصرفية المحلية من خلال تباطؤ نمو الإقراض وضعف جودة الأصول. كما قد ترتفع مخاطر إعادة التمويل وتكاليف الاقتراض إذا ضعفت ثقة المستثمرين في الأسواق الناشئة.

مجلس التعاون الخليجي ومصر في مواجهة العاصفة

تواجه بنوك دول مجلس التعاون الخليجي تأثيرات مباشرة محدودة، نظرًا لاعتماد صادراتها إلى الولايات المتحدة على الهيدروكربونات المعفاة من الرسوم الجمركية. أما الآثار غير المباشرة، والناجمة عن انخفاض أسعار النفط وضعف النمو العالمي، فقد تؤدي إلى انخفاض الإنفاق الحكومي، مما يؤثر على ظروف عمل البنوك في معظم دول مجلس التعاون الخليجي. على صعيد آخر، أشارت فيتش إلى أن صادرات مصر إلى الولايات المتحدة صغيرة، وبصفتها مستوردة للنفط، فمن المتوقع أن تستفيد من انخفاض أسعار النفط. وقد أكدت فيتش أن توقعاتها للقطاع المصرفي المصري لا تزال إيجابية.

دول أخرى في المنطقة

أما في الأردن، فمن المرجح أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي، على الرغم من كونه بلدًا مستوردًا للنفط، حيث تصدر الولايات المتحدة نسبة 25% من صادراته. في تركيا، ليست البنوك معرضة بشكل ملموس لتأثيرات التعريفات الجمركية المباشرة، ولكنها قد تواجه مخاطر إعادة تمويل متزايدة لديونها الخارجية الكبيرة قصيرة الأجل. وفي منطقة رابطة الدول المستقلة، سيكون التأثير المباشر للرسوم الجمركية منخفضًا نظرًا لمحدودية صادراتها إلى الولايات المتحدة. بينما في أفريقيا، تعتبر نيجيريا وأنغولا الأكثر تعرضًا لانخفاض أسعار النفط، مما قد يؤثر على جودة الأصول وسيولة النقد الأجنبي.

الدولرة وتأثيرها على جودة الأصول

إذا انعكس تأثير ضعف الدولار الأمريكي، فمن المرجح أن يُضعف انخفاض قيمة العملة المحلية من جودة الأصول في البلدان ذات الدولرة العالية، على الرغم من أن معظم البنوك لديها القدرة على تحمل خسائر معتدلة، ويمكن للسلطات دعم العملات المحلية عند الحاجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى