الأخبار

بناء الإنسان في زمن التحديات.. الأزهر يُرسخ القيم ويربط الأصالة بالمعاصرة

في رحاب العلم والمعرفة، انعقد المؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، تحت عنوان «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة». مؤتمرٌ حمل في طياته رسالةً سامية، مفادها أن بناء الإنسان جسمًا وروحًا هو حجر الزاوية في الشرائع السماوية، واستكمالٌ لمسيرة علمية حافلة، كما كان مؤتمر العام الماضي «المبادئ الأخلاقية والتشريعية في أوقات الصراعات الدولية».

مجالس علم لا تمل.. من المعيد إلى العميد

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن مجالس العلم في الأزهر لا تعرف الملل، مستشهدًا بقول الخليل بن أحمد الفراهيدي: «مرحبًا بزائر لا يُمل». فهذه المجالس، التي تجمع العلماء والباحثين من مختلف الدرجات العلمية، تهدف إلى تعزيز التفكير العلمي وإنتاج المعرفة، فالقراءة المتأنية للكتب العلمية تُفتح آفاقًا جديدة، وتُلهم أفكارًا تُصبح نواةً لأعمال علمية مُبتكرة.

كلية الشريعة بالقاهرة.. منارة للعلم والعلماء

أشاد الدكتور داود بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، أم كليات الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، مؤكدًا ريادتها كمنارةٍ للعلم والعلماء، منبعٍ للفقهاء والقضاة والمفتين، مستذكرًا أعلامها من الحاضرين في المؤتمر، كالدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية الأسبق، والدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، وغيرهم من رموز العلم والفقه.

الاجتهاد والتجديد.. في ظل ثوابت الدين

شدد رئيس الجامعة على دور أعضاء هيئة التدريس بكليات الشريعة في الاجتهاد والتجديد، مع التمسك بثوابت الدين الحنيف، والتصدي لأي انحرافٍ يُهدد الأمن الفكري والمجتمعي، مؤكدًا قدرة الأزهر على مواجهة الشذوذ الفكري، كما كان دومًا ركنًا أصيلًا في الحفاظ على الأصالة والمعاصرة.

بناء الإنسان.. جسمًا وروحًا

أوضح الدكتور داود أن الشرائع السماوية اهتمت ببناء الإنسان جسمًا وروحًا، مبنى ومعنى، فأمرت بكل نافع، ونهت عن كل ضار. وكما نقوي مناعة الجسم بالتطعيمات واللقاحات، علينا تقوية مناعة الروح بمكارم الأخلاق وفضائل المروءة، وتربية الإنسان على هذه القيم منذ الصغر.

التوازن بين الجسم والروح

حثَّ رئيس الجامعة على التوازن بين الجسم والروح، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ». فالإنسان إنسان بنفسه وجسمه معًا، والعناية بالجسم ضرورية لاستقرار النفس، كما يُقال: «العقل السليم في الجسم السليم».

عناية القرآن الكريم بالإنسان

أشار الدكتور داود إلى عناية القرآن الكريم بالإنسان، حيث ورد ذكره مفردًا وجمعًا في آياتٍ كثيرة، وتخصيص سورتي «الإنسان» و«الناس» دليلٌ على هذه العناية الإلهية، لا سيما ختم المصحف بسورة الناس، التي تدعو للتعوذ برب الناس من شر الوسواس الخناس.

حفظ الكليات الخمس.. مقاصد الشريعة

نبه الدكتور داود إلى أن الإسلام حافظ على بناء الإنسان بحفظ الكليات الخمس: النفس، الدين، العقل، العرض، المال، والتي قامت عليها علوم الشريعة في مقاصدها. وفي الوقت الذي تشهد فيه الحضارة الغربية تراجعًا أخلاقيًا رغم تقدمها العلمي، يبرز الإسلام بقيمه ومبادئه لحفظ كرامة الإنسان.

برامج فقهية جديدة.. للأزهر الشريف

اختتم رئيس جامعة الأزهر كلمته بحث كلية الشريعة والقانون على إنشاء برنامج للفتوى والإفتاء، ومقررات دراسية فقهية لكلياتٍ جديدة بالجامعة، تخدم تخصصاتٍ مُعاصرة، كالذكاء الاصطناعي، والآثار، والطب البيطري، لتجمع بين الأصالة الفقهية والتخصصات العصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى