انهيار الذهب عالميًا ومحليًا: هل يستمر التراجع؟

لليوم الثالث على التوالي، يواصل الذهب العالمي رحلة انخفاضه، ممحياً مكاسبه التي حققها مطلع هذا الأسبوع. ويعزى هذا التراجع إلى تعافي الدولار الأمريكي وعوائد السندات الحكومية، مما أدى إلى انحسار الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن.
تراجع الذهب عالميًا
انخفض سعر الذهب العالمي اليوم بنسبة 0.7%، مسجلاً أدنى مستوى له عند 3344 دولارًا للأونصة، بعد أن افتتح التداول عند 3369 دولارًا. ويستقر السعر حاليًا عند مستوى 3345 دولارًا للأونصة، وفقًا للتحليل الفني لجولد بيليون. يأتي هذا الانخفاض امتدادًا لتراجع الأمس بنسبة 0.6%، ويوم الثلاثاء بنسبة 1.3%، ليعود سعر الذهب للتداول دون مستوى 3350 دولارًا للأونصة.
صعود الدولار وعوائد السندات
في المقابل، ارتفع الدولار الأمريكي لليوم الثاني على التوالي مقابل سلة من العملات الرئيسية، مبتعدًا عن أدنى مستوياته في أسبوعين. كما تعافت عوائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات، مما قلل من جاذبية الذهب كاستثمار بديل، نظرًا للعلاقة العكسية بينهما. وجاء التفاؤل بشأن مفاوضات الرسوم الجمركية المحتملة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ليدعم الإقبال على المخاطرة.
بيانات اقتصادية مؤثرة
على صعيد آخر، فاقت بيانات طلبات إعانة البطالة الأمريكية التوقعات، حيث انخفض عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر، مما يشير إلى استقرار سوق العمل. يدعم هذا الرأي القائل بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من غير المرجح أن يخفض أسعار الفائدة، وهو ما يؤثر سلبًا على الذهب، الذي عادة ما ينتعش في حالات انخفاض الفائدة.
ضغوط ترامب على الفيدرالي
رغم ذلك، استمر الرئيس دونالد ترامب في الضغط على جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، لخفض أسعار الفائدة. جاء ذلك خلال زيارة متوترة للبنك المركزي الأمريكي، قبل أيام من اجتماع تحديد أسعار الفائدة. ومن المتوقع أن يبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة ثابتة، إلا أن الأسواق تتوقع احتمالية خفضها في سبتمبر، الأمر الذي يحد من انخفاض الذهب على المدى الطويل.
تدفقات إيجابية على صناديق الذهب
أعلن مجلس الذهب العالمي عن تسجيل تدفقات نقدية داخلة على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب المادي خلال الأسبوع المنتهي في 18 يوليو، بمقدار 6.6 طن من الذهب، متجاوزة تدفقات الأسبوع السابق والتي بلغت 1.4 طن.
أسعار الذهب محليًا
تأثر الذهب المحلي بالضغوط السلبية على السعر العالمي وانخفاض سعر الصرف المحلي. افتتح عيار 21، الأكثر شيوعًا، التداول اليوم عند 4645 جنيهًا للجرام، ليستقر وقت كتابة التقرير عند 4640 جنيهًا، بعد أن شهد تذبذبًا حول مستوى 4660 جنيهًا أمس.
استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه عند مستويات منخفضة ساهم في انخفاض سعر الذهب محليًا، حيث يُستخدم سعر الصرف في تسعير الذهب. في سياق متصل، توقع صندوق النقد الدولي أن يتخطى الدين الخارجي المصري مستوى 200 مليار دولار في السنوات الخمس القادمة، ليصل إلى 202 مليار دولار في يونيو 2030، مقابل 162.7 مليار دولار حاليًا.
توقعات أسعار الذهب
مع استمرار تراجع الذهب العالمي لليوم الثالث، يزداد الضغط السلبي على المعدن النفيس، خاصة مع تداوله تحت مستوى 3350 دولارًا للأونصة. ومع ذلك، لا يزال هناك دعم للسعر عند مستوى 3300 دولار، مدعومًا بمتوسط المتحرك لـ 50 يوم. محليًا، كسر سعر الذهب عيار 21 مستوى 4650 جنيهًا للجرام، متأثرًا بضعف الزخم الصاعد واستمرار تراجع السعر العالمي.