الصين والعرب: شراكة استراتيجية تتجاوز 400 مليار دولار.. نحو قيادة اقتصادية عالمية جديدة

في أجواءٍ من التعاون المثمر، انطلقت فعاليات مؤتمر الأعمال العربي الصيني الحادي عشر في مقاطعة هاينان الصينية، بحضورٍ رسميٍّ رفيع المستوى من الجانبين العربي والصيني، ليؤكد عمق الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما، ويبحث آفاقًا جديدةً للتعاون الاقتصادي والاستثماري.
شراكة استراتيجية تاريخية
أكد الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، خلال كلمته الافتتاحية، أن هذا المؤتمر يجسد عمق الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين تجاوز 400 مليار دولار عام 2024، ما يجعل العالم العربي الشريك التجاري الرابع للصين بعد الولايات المتحدة الأمريكية ودول الآسيان والاتحاد الأوروبي. وأعرب عن تطلعه إلى تعزيز هذا التعاون ليصبح العالم العربي الشريك التجاري الأول للصين في المستقبل.
العالم العربي شريك تجاري رئيسي
وأشار الدكتور حنفي إلى أن هذا الإنجاز يعكس النمو الهائل في حجم التبادل التجاري، الذي ارتفع بنسبة ألف في المئة خلال العقدين الماضيين. وأكد استعداد العالم العربي لزيادة هذا الرقم ليصبح الشريك التجاري الأول للصين، منوهًا بأهمية تطوير رؤية مشتركة تتناغم مع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
مشاريع استراتيجية واعدة
ولفت الدكتور حنفي إلى أن الروابط بين الجانبين تتجاوز التبادل التجاري لتشمل رؤيةً تنمويةً قائمةً على الابتكار والاستدامة والتحول الرقمي والاقتصاد الأخضر. وأكد أهمية إقامة مشاريع استراتيجية بين القطاع الخاص العربي والصيني في مجالات واعدة مثل الطاقة المتجددة، الاقتصاد الدائري، البنية التحتية الذكية، الذكاء الاصطناعي، وسلاسل الإمداد المستدامة.
تعاون حضاري مثمر
وأوضح الدكتور حنفي أن الشراكة العربية الصينية تمثل نموذجًا حيًا لتعاون الحضارات، مشيدًا بجهود الصين في دعم مشاريع الطاقة المتجددة والاستثمارات في البنية التحتية الرقمية. كما دعا إلى التوسع في مجالات التعاون لتشمل توطين التكنولوجيا ونقل المعرفة في مجالات الذكاء الاصطناعي والصناعات المستدامة.
مركز عربي صيني لريادة الأعمال
وعلى هامش المؤتمر، التقى الدكتور حنفي مع عدد من الشخصيات الصينية البارزة، حيث أثنى على التعاون الوثيق بين اتحاد الغرف العربية والمجلس الصيني لتعزيز وتنمية التجارة الدولية. وكشف عن إطلاق مبادرة هامة لإنشاء مركز عربي صيني لريادة الأعمال والابتكار والاقتصاد البرتقالي، لتعزيز التعاون بين الشباب العربي والصيني في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
رؤية مستقبلية طموحة
وخلال جلسة حوارية، شدد الدكتور حنفي على أهمية الانتقال من النماذج التقليدية إلى رؤية أكثر شمولاً ترتكز على التحول الرقمي، الاقتصاد المعرفي، والتكامل الصناعي الذكي. واقترح إطلاق مبادرات استراتيجية مثل “المنصة الصينية-العربية للربط الاقتصادي الذكي” و”صندوق الابتكار والتنمية الصيني العربي”. وفي ختام المؤتمر، دعا الدكتور حنفي إلى إعداد “جدول تعاون إنساني- ثقافي- اقتصادي” موازٍ للمشاريع الكبرى، يضم مبادرات شبابية وتدريبية ثنائية في ريادة الأعمال، وبرامج تبادل ثقافي وفني وسياحي.