الأخبار

السيسي في جيبوتي.. زيارة استراتيجية ترسم خريطة جديدة للنفوذ المصري بأفريقيا

تُوجِّه زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي رسالةً قويةً تؤكد عزم مصر على تعزيز مكانتها الاستراتيجية في القرن الأفريقي، وتوطيد علاقاتها مع دول الجوار، في خطوةٍ وصفها محللون سياسيون بأنها «محورية» في ظل التنافس الدولي والإقليمي المتصاعد.

تعزيز التعاون المصري الجيبوتي

شهدت الزيارة لقاءً قمةً بين الرئيس السيسي ونظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، تناول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، خاصةً الأمنية والاقتصادية. وقد أكد الرئيسان على أهمية حماية أمن البحر الأحمر وحرية الملاحة فيه، باعتباره شريانًا حيويًا للتجارة العالمية، ورفض أي تهديداتٍ تستهدف استقراره.

شراكة اقتصادية واعدة

لم يقتصر التعاون بين البلدين على الجانب السياسي والأمني، بل امتد ليشمل المجال الاقتصادي، حيث تم تأسيس مجلس أعمال مصري جيبوتي، وإطلاق بنك مشترك، واتفاق على عدد من المشروعات الاستثمارية في قطاعات الطاقة والبنية التحتية واللوجستيات. هذه الخطوات من شأنها أن تدفع بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى جديد من التكامل، وتفتح آفاقًا واسعةً أمام الاستثمارات والصادرات المصرية في شرق أفريقيا.

مصر وريادتها في أفريقيا

يؤكد الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، أن زيارة الرئيس السيسي لجيبوتي تعكس رؤيةً استراتيجيةً شاملةً تسعى مصر من خلالها إلى ترسيخ مكانتها الريادية في القارة الأفريقية، وبناء شراكاتٍ قويةٍ مع دول المنطقة، في إطار سياسةٍ خارجيةٍ متوازنةٍ تراعي مصالح جميع الأطراف.

نحو تعاون جنوب-جنوب فعال

تُعتبر زيارة الرئيس السيسي لجيبوتي خطوةً مهمةً نحو تعزيز التعاون جنوب-جنوب، وتُرسِّخ لمعادلةٍ جديدةٍ في العلاقات الأفريقية تقوم على المصالح المشتركة والتكامل الاقتصادي، بعيدًا عن التدخلات الخارجية. وتُؤكد هذه الزيارة التزام مصر بدعم التنمية والاستقرار في أفريقيا، والمساهمة في بناء مستقبلٍ أفضل لشعوبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى