اقتصاد

الروبل الروسي يصعد بقوة.. هل انتهت العقوبات الغربية؟

شهد الروبل الروسي ارتفاعًا ملحوظًا تجاوز 40%، مما أثار تساؤلات حول مدى تأثير العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي. هذا الصعود المفاجئ يُعد تطورًا اقتصاديًا مثيرًا للاهتمام، خاصة في ظل التوقعات السلبية التي أحاطت بالاقتصاد الروسي منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

سياسات نقدية حازمة وراء صعود الروبل

يرجع هذا الأداء القوي للروبل إلى عدة عوامل رئيسية، أهمها السياسات النقدية الحازمة التي اتخذها البنك المركزي الروسي. فقد رفع البنك أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية، بداية من 17% في أبريل 2014، وصولًا إلى 20% مؤخرًا. يهدف هذا الإجراء إلى كبح جماح التضخم وجذب رؤوس الأموال، مما زاد الطلب على الروبل.

الغاز والنفط.. سلاح روسيا الاقتصادي

عامل آخر ساهم في ارتفاع الروبل هو فرض روسيا على الدول “غير الصديقة” دفع ثمن الغاز والنفط بالروبل عبر بنك غازبروم. هذه السياسة عززت الطلب على العملة الروسية، خاصة من الدول التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة الروسية، مثل الهند والصين.

إحلال الواردات.. دفعة قوية للاقتصاد الروسي

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت سياسات إحلال الواردات التي انتهجتها روسيا، وتنمية الصناعات المحلية في مناطق مثل كورسك وسيبيريا، في تخفيف آثار خروج الشركات الغربية من السوق الروسي. هذا التوجه عزز من قدرة روسيا على الاعتماد على نفسها، وساهم في استقرار الروبل.

دور منصة البريكس في دعم الاقتصاد الروسي

لا يمكن إغفال دور منصة البريكس في تعزيز البدائل الاقتصادية لروسيا. فقد استضافت قمة 2024 في قازان رؤى متعددة لدعم الاقتصاد العالمي متعدد الأقطاب، مما ساهم في تخفيف العزلة الاقتصادية المفروضة على روسيا.

التكيف مع العقوبات.. قصة نجاح روسية

يبدو أن الاقتصاد الروسي قد تكيف تدريجيًا مع العقوبات منذ عام 2014، عقب ضم شبه جزيرة القرم. استراتيجيات البنك المركزي بقيادة إلفيرا نابيولينا، وخبرة القطاع الخاص، ساهمت في امتصاص الصدمات، مما ساعد على استقرار الروبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى