الإنتاج الحربي: قاطرة التنمية ودرع الوطن في الصناعة المصرية

تُشكل الصناعة ركيزةً أساسيةً للتنمية الاقتصادية والأمن القومي، من خلال توفير العملة الصعبة وتحقيق قيمة مضافة تعود بالنفع على المواطنين. ويأتي دور وزارة الإنتاج الحربي حيويًا في دعم الاقتصاد المصري، ليس فقط بتسليح القوات المسلحة بأحدث الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية، بل أيضًا بتعظيم الاستفادة من فائض الطاقات الإنتاجية لتلبية احتياجات السوق المحلية بمنتجات مدنية عالية الجودة وبأسعار تنافسية.
الإنتاج الحربي: قوة صناعية متكاملة
تتميز وزارة الإنتاج الحربي بمنظومة عمل فريدة ومتكاملة، تشمل خمسة محاور رئيسية: الصناعية، والبحثية، ونظم المعلومات، والإنشاءات، والتدريب. فهي تضم شركات صناعية متخصصة، وشركة للصيانة، وأخرى لنظم المعلومات، ومركزًا للتميز العلمي والتكنولوجي، وشركة للإنشاءات، وقطاعًا للتدريب، ما يجعلها ركنًا أساسيًا في الصناعة الوطنية.
قطاع التدبير الموحد: حوكمة وفعالية
حرصًا على حوكمة الإجراءات، أنشأت الوزارة قطاعًا للتدبير الموحد، يقوم بتسجيل الشركات المتعاملة مع الإنتاج الحربي وفقًا لتخصصاتها، وإنشاء قاعدة بيانات للموردين. وقد ساهم هذا القطاع في تجميع احتياجات الشركات من الأصناف المتشابهة، ووضع المواصفات العالمية لها، ودراسة التوقيت الأمثل لتدبير الخامات وفقًا لأسعار البورصات العالمية، والوصول لأفضل الأسعار من خلال لجان الممارسة مع الشركات، بما يضمن إنتاج الأصناف الاستراتيجية طوال العام.
إمكانات تكنولوجية هائلة في خدمة التنمية
تزخر شركات الإنتاج الحربي بإمكانات تكنولوجية هائلة، تعزز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، بما في ذلك ماكينات تشكيل وتشغيل المعادن، وأفران معالجة حرارية، وخطوط معاملات سطحية، وخطوط دهان، وخطوط سباكة المعادن، وخطوط إنتاج ذات طاقة إنتاجية كبرى. وتضم هذه الشركات حوالي 258 خط إنتاج، و12000 ماكينة مختلفة، منها 613 ماكينة تحكم رقمي CNC، بالإضافة إلى 14 معملاً معتمدًا بها 377 جهاز قياس ومعدة معملية.
مشروعات قومية وإنجازات ملموسة
ساهمت وزارة الإنتاج الحربي في تنفيذ العديد من المشروعات القومية والتنموية، خاصة في مجالات النقل الأخضر وإدارة المخلفات والحفاظ على البيئة. ومن أبرز هذه المشروعات إنتاج الأتوبيسات الكهربائية، حيث تم إنتاج وتوريد 110 أتوبيسات لمحافظتي القاهرة والإسكندرية، والتعاقد على توريد 100 أتوبيس كهربي ترددي BRT، بالإضافة إلى إنتاج مركبة “كيوت”، وإنشاء مجمع لإنتاج العبوات الكرتونية صديقة البيئة من مخلفات أشجار الموز.
رؤية مستقبلية طموحة
تتطلع وزارة الإنتاج الحربي إلى مستقبل واعد، مدعومةً بالإمكانات التكنولوجية والخبرات البشرية اللازمة لتحقيق أهدافها الطموحة. وقد أكد وزير الدولة للإنتاج الحربي على التكامل بين الحكومة والبرلمان لتنفيذ خطة الدولة للتنمية الاقتصادية الشاملة، وأهمية التعاون مع لجنة الصناعة بمجلس النواب لدعم مستهدفات الوزارة. كما أشار إلى أهمية استفادة مختلف المؤسسات ورجال الصناعة من الإمكانات التكنولوجية المتاحة بالوزارة، والتي تُمثل فرصًا استثمارية واعدة.
إشادة برلمانية بدور الإنتاج الحربي
أشاد رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب بدور وزارة الإنتاج الحربي كركيزة أساسية للتصنيع العسكري، وذراع صناعي قوي يسهم في تخفيف العبء على المواطن من خلال تصنيع منتجات مدنية عالية الجودة بأسعار تنافسية. كما ثمن الخطوات الجادة التي اتخذتها الوزارة لتوطين تكنولوجيات التصنيع الحديثة، واستحداث منتجات عسكرية جديدة تعزز الأمن القومي، مثل الصلب المدرع، وراجمة الصواريخ “رعد 200″، والمركبة المدرعة “سينا 200”.