استهداف سفينة إغاثة لغزة: جريمة حرب إسرائيلية جديدة؟

في مشهدٍ صادمٍ ومُثيرٍ للقلق، استهدفت طائراتٌ إسرائيليةٌ مُسيرةٌ سفينة إغاثةٍ كانت في طريقها إلى قطاع غزة المنكوب، قبالة سواحل مالطا. هذا الاعتداء يُثير تساؤلاتٍ مُلحةً حول شرعية هذا العمل، ومدى انتهاكه للقانون الدولي الإنساني.
انتهاك صارخ للقانون الدولي
أكدت ميرنا عمار، الباحثة بالمكتب الإقليمي للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن هذا الاستهداف يُمثل انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة، وقانون البحار، والقانون الدولي الإنساني. فالقانون الدولي يُجرم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في مناطق النزاع، خاصةً في ظل أزمةٍ إنسانيةٍ خانقةٍ يعيشها سكان غزة.
جريمة ممنهجة ضد الإنسانية؟
وأشارت عمار إلى أن هذا الحادث ليس سوى حلقةٍ في سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، والتي تتضمن التجويع، والحرمان من المياه والأدوية، وغيرها من الممارسات اللاإنسانية. وأكدت أن هذه الأفعال ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، بل وتُنذر بحدوث إبادة جماعية.
توثيق الانتهاكات ومُحاسبة إسرائيل
وأوضحت عمار أن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان يعمل على توثيق هذه الانتهاكات، وجمع شهاداتٍ من سكان غزة، تمهيدًا لتقديمها إلى جهاتٍ مختصةٍ كالأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، للمطالبة بفتح تحقيقاتٍ ومُحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها.
أزمة إنسانية مُتفاقمة
يُعاني قطاع غزة من أزمةٍ صحيةٍ وإنسانيةٍ مُتفاقمةٍ، نتيجةً لنفاد الأدوية والمستلزمات الطبية، وتشديد الحصار الإسرائيلي. استهداف سفينة الإغاثة يُفاقم هذه الأزمة، ويُهدد حياة آلاف المدنيين، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لوقف هذه الانتهاكات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.