إيران وإسرائيل: أسبوع من الحرب.. هل تنجح الدبلوماسية في إيقاف دوامة العنف؟

دخلت المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل أسبوعها الأول، وسط تصاعد خطير في حدة العمليات العسكرية واتساع نطاقها بشكل غير مسبوق. ضربات جوية متبادلة، صواريخ باليستية، وطائرات مسيرة، ترسم مشهدًا قاتمًا للصراع الدائر بين البلدين، مخلفة وراءها خسائر بشرية ومادية فادحة. فهل تنجح الدبلوماسية في إيقاف هذه الحرب قبل أن تتحول إلى كارثة إقليمية؟
من حروب الظل للمواجهة
انطلقت شرارة الحرب في 13 يونيو 2025، بهجوم جوي إسرائيلي واسع النطاق استهدف ما وصفته تل أبيب بـ”قلب البرنامج النووي الإيراني”. ردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية على مدن إسرائيلية، في سابقة تاريخية تُنذر بتصعيد خطير.
أعلنت إسرائيل تدمير 40% من منصات الصواريخ الإيرانية، ونفذت مئات الطلعات الجوية، قصفت خلالها أكثر من 1100 هدف داخل إيران. في المقابل، أطلقت إيران أكثر من 400 صاروخ باليستي وألف طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل.
تصاعد العمليات بوتيرة خطيرة
تصاعدت العمليات العسكرية بوتيرة خطيرة خلال الأيام الستة التالية، حيث استهدفت إسرائيل منشآت نووية إيرانية وقواعد عسكرية، بينما ردت إيران بهجمات صاروخية مكثفة. وتسببت هذه الضربات في خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية لكلا الجانبين.
استهدفت إسرائيل منشآت نووية إيرانية مثل نطنز وأراك، وقواعد عسكرية في طهران ومدن أخرى. في المقابل، ردت إيران بصواريخ باليستية أصابت أهدافاً مدنية في إسرائيل. وتبادل الطرفان الاتهامات باستهداف المدنيين.
الخسائر البشرية والمادية
بلغت حصيلة القتلى في إيران حوالي 600 شخص، وأكثر من 1300 جريح، بينما أعلنت إسرائيل عن مقتل 25 إسرائيليًا وإصابة أكثر من 800. وتعرضت البنية التحتية في كلا البلدين لأضرار جسيمة، مما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين.
تُشير التقارير إلى شلل شبه كامل في البرنامج النووي الإيراني، مع تدمير أجهزة الطرد المركزي في نطنز. أما في إسرائيل، فقد أُرهقت منظومات الدفاع الصاروخي، وظهر نقص في صواريخ الاعتراض.
المواقف الإقليمية والدولية
أحدثت الحرب صدمة دبلوماسية عالمية، حيث دعت معظم الدول لوقف إطلاق النار والحلول الدبلوماسية. وقفت الولايات المتحدة بقوة إلى جانب إسرائيل، بينما اتخذت روسيا والصين موقفًا حذرًا.
دعت دول عربية وإسلامية إلى ضبط النفس، وحذرت من تدهور أمن المنطقة. ناشد الأمين العام للأمم المتحدة الطرفين وقف القتال، وعقد مجلس الأمن جلسات طارئة لبحث الأزمة.
الدوافع والسيناريوهات المستقبلية
تختلف روايات إسرائيل وإيران حول دوافع الحرب. ترى إسرائيل أن هجومها وقائي لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، بينما تعتبر إيران الضربة الإسرائيلية “عدواناً غادراً”.
تتراوح السيناريوهات المستقبلية بين التهدئة المشروطة والتصعيد الإقليمي وصولاً إلى تغيير النظام أو القيادة في أحد البلدين، أو حتى تسوية محدودة دون حسم واضح.
المنطقة بمفترق طرق
تمثل هذه الحرب أخطر مواجهة مباشرة في الشرق الأوسط الحديث. الأيام القليلة المقبلة حاسمة، فإما أن نشهد اختراقًا دبلوماسيًا يوقف العنف، أو يتطور النزاع إلى منحى خطير يضع المنطقة بأسرها على صفيح ساخن.