إيران تُلوّح بورقة هرمز: هل يغلق المضيق الحيوي رداً على الضربات الأمريكية الإسرائيلية؟

في خطوة تصعيدية جديدة، وافق البرلمان الإيراني على مشروع قانون يجيز إغلاق مضيق هرمز، الممر المائي الاستراتيجي الذي يُعتبر شريانًا حيويًا لتدفق النفط العالمي. يأتي هذا القرار رداً على ما وصفته طهران بـ”الانتهاكات المتواصلة لسيادتها الوطنية” والضربات العسكرية الأخيرة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.
قرار برلماني ينتظر الضوء الأخضر
أعلن مجلس الشورى الإسلامي، خلال جلسة استثنائية يوم الأحد، موافقته على مشروع قانون يُجيز إغلاق مضيق هرمز. ورغم منح هذا القرار غطاءً قانونيًا لخطوة الإغلاق، إلا أن تنفيذه ما يزال رهينًا بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، أعلى سلطة أمنية في البلاد.
توتر متصاعد في الخليج
يأتي هذا التصعيد في أعقاب غارات جوية شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، أبرزها مواقع في نطنز وفوردو، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة، ورفع منسوب المخاوف بشأن تداعيات هذا التصعيد على الأمن الإقليمي.
رسالة إيرانية للعالم
أكد نواب في البرلمان الإيراني أن هذا القرار يأتي لحماية الأمن القومي الإيراني، ولتأكيد سيادة طهران الكاملة على مياهها الإقليمية. وفي هذا السياق، صرح النائب إسماعيل كوثري بأن “إغلاق مضيق هرمز مطروح على الطاولة وسيتم تنفيذه عند الضرورة… لا يمكن السماح لدول معادية بتهديد وجودنا بينما تستفيد من ممراتنا البحرية”.
مخاوف من أزمة طاقة عالمية
يمر عبر مضيق هرمز نحو 20% من إنتاج النفط العالمي يوميًا، ما يجعله نقطة عبور حيوية لإمدادات الطاقة العالمية. أي تعطيل لحركة الملاحة في هذا المضيق، من شأنه أن يُسبب أزمة في سلاسل الإمداد العالمية، ويرفع أسعار النفط بشكل كبير.
القرار النهائي بيد خامنئي
على الرغم من تصويت البرلمان، يبقى القرار النهائي بشأن إغلاق المضيق بيد المجلس الأعلى للأمن القومي، الذي يرأسه الرئيس إبراهيم رئيسي، ويخضع لإشراف المرشد الأعلى علي خامنئي.
تهديد مكرر.. ولكن!
سبق أن لوّحت إيران بإغلاق مضيق هرمز في فترات توتر سابقة، لكن محللين يرون أن هذه المرة تختلف، إذ يأتي القرار عقب ضربات مباشرة للبنية التحتية الإيرانية، وتصاعد الاحتكاكات مع القوات الأمريكية في الخليج.
الأمم المتحدة تدعو للتهدئة
دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى ضبط النفس والتهدئة، محذرة من أن إغلاق مضيق هرمز قد يؤدي إلى كارثة اقتصادية وإنسانية عالمية.
إيران تدافع عن نفسها
أكدت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن قرار البرلمان يهدف إلى توجيه رسالة واضحة مفادها أن “العدوان المستمر ستكون له تبعات”، رغم أن عواقب هذا التحرك على إيران نفسها قد تكون وخيمة، سواء من حيث التدخل العسكري أو العزلة الاقتصادية.