اقتصاد

إنقاذ الصناعات التكميلية: دعوة عاجلة لخطة قومية لدعم المصانع الصغيرة

في ظل سعي الدولة الدؤوب لتعزيز بيئة الاستثمار الصناعي، يُلقي اتحاد مستثمري المشروعات الصغيرة والمتوسطة الضوء على التحديات الجسيمة التي تواجه الصناعات التكميلية، مُطالبًا بخطة قومية عاجلة لدعمها ودمجها في الاقتصاد الكلي، مع التركيز على زيادة الطاقات الإنتاجية داخل المصانع الصغيرة والمتوسطة.

خطر marginalization الصناعات الصغيرة

حذر المهندس علاء السقطي، رئيس الاتحاد، من تنامي ظاهرة عزل الصناعات الصغيرة عن سلاسل القيمة الحقيقية، مُشيرًا إلى أن أغلب هذه المشروعات أصبحت تعمل كمقاولين من الباطن، دون امتلاك التكنولوجيا أو التصميم أو حتى القدرة على تسعير منتجاتها بأنفسهم.

وأوضح السقطي أن أكثر من 80% من المصانع الصغيرة والمتوسطة في مصر تعمل على هامش الصناعة، مُنعزلة عن أي ربط حقيقي مع المصانع الكبرى أو الأسواق التصديرية. وحذر من أن استمرار هذا الوضع يُنذر بتفريغ قطاع الصناعات الصغيرة من محتواه الإنتاجي والتكنولوجي، وتحويله إلى كيان هشّ عُرضة لتقلبات السوق.

مطالب بوضع إستراتيجية قومية لدمج الصناعات الصغيرة

وطالب السقطي الحكومة بضرورة وضع استراتيجية قومية مُتكاملة لدمج المشروعات الصغيرة في سلاسل التوريد الصناعية الكبرى، على غرار تجارب دول ناجحة مثل تركيا والهند، وذلك من خلال:

  • إلزام المصانع الكبرى بنسبة مكون محلي حقيقي من الموردين المحليين.
  • دعم المصانع الصغيرة فنيًا لتطوير منتجاتها وفقًا لمعايير الجودة العالمية.
  • ربط تمويل البنوك للمصانع الكبرى بنسبة دمجها للموردين الصغار.
  • تخصيص حوافز ضريبية للمصانع الكبرى التي تُوقّع عقود توريد مع المصانع الصغيرة.

وأكد السقطي أن تجاهل هذا الملف يُهدد بخروج آلاف المصانع الصغيرة من السوق خلال السنوات المُقبلة، داعيًا إلى حوار وطني صناعي شامل يضم المصنعين الكبار والصغار لوضع خارطة طريق للتكامل الصناعي الحقيقي.

المصانع الصغيرة تحتاج فرصة حقيقية للإنضمام للصناعة

وشدد السقطي على أن المصنع الصغير في مصر لا يحتاج إلى دعم مؤقت، بل يحتاج إلى فرصة حقيقية ليكون جزءًا لا يتجزأ من الصناعة، وليس مجرد ذيل تابع لها.

غياب التكامل يعني إستمرار التبعية

من جانبه، أكد المهندس أحمد العصار، مستشار اتحاد مستثمري المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أن غياب التكامل بين المصانع الصغيرة والكبيرة يعني عمليًا استمرار التبعية الصناعية لمكونات أجنبية.

وأشار العصار إلى وجود فرص هائلة لتوطين مكونات محلية في قطاعات حيوية مثل الأجهزة الكهربائية، والميكنة الزراعية، وصناعات التعبئة والتغليف، بشرط وجود إرادة تنظيمية واضحة تدعم نقل التكنولوجيا وتوطين التصميمات، وليس فقط التصنيع البسيط.

بناء قاعدة صناعية وطنية متكاملة

وأضاف العصار أن بناء قاعدة صناعية وطنية متكاملة لا يتحقق دون نقل الخبرات والمهارات من الكيانات الكبرى إلى المصانع الصغيرة، داعيًا إلى إنشاء برامج توجيه صناعي رسمية (Industrial Mentorship) تحت إشراف الدولة، مقابل مزيد من الحوافز للمصانع الكبرى التي تُشارك بفاعلية في هذه المنظومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى