إنفلونزا الطيور: شبحٌ يحوم حول العالم.. هل البشر في مأمن؟

شهد العالم خلال العامين الماضيين موجةً قاتلة من إنفلونزا الطيور، أهلكت ملايين الطيور البرية والداجنة، وامتدت لتطال الفقمات وأسود البحر، وأجتاحت مزارع المنك. ولم تسلم القطط والكلاب والظربان والثعالب، بل وحتى الدببة القطبية من هذا الوباء الفتّاك. ولكن المثير للدهشة، أن البشر ظلوا بمنأى نسبي عن هذا الخطر الداهم.
لغزٌ محير: لماذا لم يُصب البشر بإنفلونزا الطيور؟
يُثير هذا الأمر حيرةً كبيرة، رغم وجود بعض التفسيرات المحتملة، كما يُشير ريتشارد ويبي، باحث إنفلونزا الطيور في مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال. ويُرجّح الخبراء أن يكون للعدوى علاقة بطبيعة الفيروس، أو باختلاف نقاط الالتحام المجهرية التي يحتاجها الفيروس للتكاثر في خلايا الكائنات الحية.
يُحذر الدكتور توم فريدن، المدير السابق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، من خطورة التهاون مع هذا الوضع، قائلاً: “هناك الكثير مما لا نفهمه حول إنفلونزا الطيور. علينا أن نتجاوز مجرد الأمل ونُواجه الواقع، لأن الوضع قد يتفاقم بشكلٍ مُخيف.”
هل تُمهّد إنفلونزا الطيور لأوبئة بشرية مُدمّرة؟
يتخوّف بعض الباحثين من أن تكون فيروسات إنفلونزا الطيور هي بدايةً لكوارث بشرية مُروّعة، تُشبه الأوبئة التي اجتاحت العالم عامي 1918 و1957. فقد تُصبح هذه الفيروسات شديدة العدوى وقاتلة للبشر، وتنتشر بسرعة بين الحيوانات والبشر.
رغم أن بعض الخبراء يستبعدون، في ضوء الأدلة الحالية، تحوّل إنفلونزا الطيور إلى وباءٍ عالمي مُميت، إلا أن هذا الاحتمال لا يزال قائمًا.
تاريخ إنفلونزا الطيور: من الاكتشاف إلى الانتشار
تم اكتشاف الفيروس المُسبّب لإنفلونزا الطيور، والمعروف باسم H5N1، لأول مرة في الطيور عام 1959. ولكنه لم يُثر قلق مسؤولي الصحة إلا بعد تفشي المرض في هونغ كونغ عام 1997، حيث تسبّب في إصابات بشرية خطيرة ووفيات.