إدارة الوقت: مفتاح النجاح في الحياة.. تعرف على خطبة الجمعة القادمة

في زمنٍ تتسارع فيه دقاتُ الساعة، وتتزايد فيه المُلهيات، تُلقي خطبة الجمعة القادمة الضوء على أهمية إدارة الوقت، باعتبارها مفتاحًا لبناء الإنسان الناجح. وتأتي الخطبة، التي تحمل عنوان «إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح»، يوم الجمعة 25 يوليو 2025، الموافق 30 محرم 1447 هـ، لتُؤكد على ضرورة استثمار الوقت، وتحذر من خطورة إهداره في متاهات مواقع التواصل الاجتماعي دون ضوابط، مُستحضرةً هدي الإسلام في حياتنا اليومية.
بين آيات القرآن وسنة النبي.. أهمية الوقت
يُقسم الله تعالى بالوقت في آياته الكريمة، مُشيرًا إلى عظم شأنه، وأهميته في حياة الإنسان. فمن قسمه بالليل والنهار، إلى قسمه بالفجر والضحى والعصر، جميعها دلالات على أهمية الوقت، وحثٌّ على اغتنامه. وتؤكد السنة النبوية على هذه الأهمية، محذرةً من تضييعه، ومُذكرةً بأن الإنسان مسؤول عنه يوم القيامة.
مسؤولية الإنسان عن وقته
يُسأل العبد يوم القيامة عن أربع خصال، من بينها عمره وشبابه، وكيف أفناهما؟ يُحذرنا النبي ﷺ من إهدار الوقت، ويُذكرنا بأنه نعمة من نعم الله تستوجب الشكر، وشكرها يكون باستثمارها في الطاعات والباقيات الصالحات. فالوقت يمضي ولا يعود، ومن أدرك قيمته، حرص على اغتنام كل لحظة فيه.
حكمة السلف في استغلال الوقت
عرف السلف الصالح قيمة الوقت، فكانوا أشد حرصًا عليه من حرص الناس على المال. يقول ابن الجوزي: “ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة”. أما الحسن البصري، فيُذكرنا بأن “يا ابن آدم، إنما أنت أيام، إذا ذهب يوم ذهب بعضك”.
اغتنم خمسًا قبل خمس
حذَّرنا رسول الله ﷺ من تضييع الوقت، وحثنا على اغتنام خمس خصال قبل أن تفوت: الشباب قبل الهرم، والصحة قبل السقم، والغنى قبل الفقر، والفراغ قبل الشغل، والحياة قبل الموت. فالعمر قصير، والوقت سريع الانقضاء، ولذا علينا أن نغتنمه قبل فوات الأوان.
كيف تُحسن إدارة وقتك؟
- محاسبة النفس: راجع نفسك يوميًا، واسألْها عمّا أنجزت، وفيما ضيعت وقتك.
- علو الهمة: ارفع همتك، وسعَ لتكون من أصحاب العزائم العالية.
- الاقتداء بالسلف: تعلم من سيرتهم، وكيف كانوا يُحسنون استغلال وقتهم.
- تنويع الأعمال: نوّع ما تستغل به وقتك لتتجنب الملل.
- تذكر الموت: تذكر أنك ستُسأل عن وقتك يوم القيامة، فاجعله حافزًا لك على اغتنامه.
مواقع التواصل الاجتماعي.. سيف ذو حدين
مواقع التواصل الاجتماعي سيف ذو حدين. فبينما تُتيح لنا التواصل والتعلّم، قد تُصبح مُضيعة للوقت إن لم نُحسن استخدامها. احرص على أن تكون عضوًا نافعًا، وأن تجعل ما تكتب وتُشارك فيه شاهدًا لك لا عليك يوم القيامة.
فلا تُضيّع وقتك، واغتنمه في مرضاة الله، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا.
نسأل الله أن يبارك في أعمارنا وأوقاتنا، وأن يحفظ مصرنا من كل مكروه وسوء.