أنيس منصور.. 101 عامًا على ميلاد فارس الصحافة الذهبي

في ذكرى ميلاده الـ 101، نتذكر الأديب والكاتب الصحفي الكبير أنيس منصور، الذي وُلد في 18 أغسطس 1924. رحلة إبداعية طويلة جمع فيها ببراعة بين العمق الفلسفي ورقة الأسلوب الأدبي، تاركًا بصمة لا تُمحى في قلوب المصريين.
رحلة من القرآن إلى الفلسفة والصحافة
بدأت رحلة أنيس منصور مع الكلمة من كتاب قريته، حيث حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، مستمدًا منه الحِكم والقصص التي أثرت أسلوبه فيما بعد. تفوقه الدراسي جعله الأول على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة، ثم التحق بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وتخرج عام 1947.
لم يكتفِ منصور بالتحصيل العلمي، بل عمل أستاذًا للفلسفة بجامعة عين شمس، قبل أن ينضم لمؤسسة أخبار اليوم، معلنًا بداية مسيرته الصحفية الزاهرة. امتدت إبداعاته لتشمل السينما والتلفزيون، مُضيفًا ريشة جديدة إلى جناح إبداعه.
أنيس منصور.. من الكلمة إلى الشاشة
دخل أنيس منصور عالم السينما عام 1982 بفيلم “عريس لفاطمة”. وفي عام 1988، قدم فيلمي “مدرسة الحب”، الذي تناول قضايا الزواج بأسلوب كوميدي اجتماعي، و”آسف للإزعاج”، الفيلم التشويقي الذي دار حول شاب طموح يطارده ماضيه عبر مكالمات هاتفية غامضة.
دراميًا، أثرى أنيس منصور الشاشة الصغيرة بأعمال مميزة. ففي عام 1990، قدم مسلسل “هي وغيرها”، وتبعه عام 1993 مسلسل “من الذي لا يحب فاطمة”، الذي ناقش قضايا الحب والزواج والتحديات الاجتماعية. وفي نفس العام، قدم المسلسل الكوميدي الاجتماعي “غاضبون وغاضبات”، ثم “اثنين.. اثنين” عام 1995، الذي تناول مجموعة من القصص المنفصلة.
وفي عام 2000، قدم مسلسل “يعود الماضي”، الذي دار في إطار كوميدي إنساني حول طبيب نفسي يسعى لمساعدة مرضاه في تخطي مشاكلهم.
إرث عميق في الأدب والفكر
تميز أنيس منصور بجمعه بين العمق الفلسفي واللغة الأدبية السلسة. لم يكن مجرد كاتب، بل مفكرًا وناقدًا فنيًا، عبر عن الذات المصرية بصدق وأصالة، وترك إرثًا خالدًا في مختلف المجالات.
رحيل الفارس.. وبقاء الإرث
رحل أنيس منصور في 21 أكتوبر 2011، ولكن إرثه الأدبي والفني والفكري سيظل حاضرًا في ذاكرة المصريين.





