أسرار تحنيط البابا فرانسيس: رحلة الوداع الأخير بتقنيات حديثة

في مشهد مهيب، شيعت جماهير غفيرة البابا فرانسيس إلى مثواه الأخير في 21 أبريل الماضي. ووسط حزن العالم على رحيل الزعيم الروحي، تساؤلاتٌ كثيرة دارت حول كيفية تحنيط جثمانه، خاصةً مع عرضه لثلاثة أيام في كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان.
مراسم جنازة مهيبة
شهدت روما مراسم جنازة مهيبة للبابا فرانسيس، حيث حضر أكثر من 200 ألف شخص لتوديعه. ونُقل نعشه إلى كاتدرائية القديسة مريم الكبرى حيث ووري الثرى، وسط إجراءاتٍ دقيقة لحفظ الجثمان من التحلل، خاصة في ظل درجات الحرارة الرطبة.
تقنيات حديثة في التحنيط
كشفت التقارير أن جثمان البابا فرانسيس خضع لعملية تحنيط حديثة، تُطبق في إيطاليا بموجب قانون صدر عام 2022. وتعتمد هذه التقنية على مواد أقل تأثيراً على الجسم، كما أوضح أندريا فانتوزي، مؤسس المعهد الوطني الإيطالي للتحنيط، لوكالة فرانس برس. وتتضمن العملية حقن سوائل حافظة عبر الدورة الدموية، ثم عناية تجميلية للوجه واليدين لإبطاء التحلل.
تفاصيل عملية التحنيط
تستغرق عملية التحنيط الحديثة حوالي 36 ساعة بعد الوفاة، وتشمل تجفيف الجسم من الدم، وحقن مواد حافظة عبر الوريد الوداجي. ويتكون هذا المزيج من أصباغ وكحول وماء وفورمالديهايد، يعمل على إخراج الدم المتجمد، والقضاء على الميكروبات، وحماية خلايا الجسم من التحلل، مما يسمح للجثمان بالبقاء في حالة طبيعية لثلاثة أيام.

اللمسات التجميلية الأخيرة
بعد التحنيط، يُجري مُجهّزو الدفن مكياجاً تصحيحياً، ويعيدون ترتيب اليدين لإضفاء مظهر هادئ على الجثمان. وقد تشمل العمليات الأخرى إغلاق العينين، وربط الفك، ووضع قطع من القطن لإضفاء تعبير هادئ.
تطور طقوس التحنيط
شهدت طقوس التحنيط تطوراً كبيراً منذ القرن التاسع عشر، حيث كانت تُزال الأعضاء، ويُغطى الجلد بالأعشاب والزيوت. وكان يُغسل الجثمان بالغسول القلوي، وتُملأ فتحات التابوت بالأعشاب والقطن والشمع لمنع تسرب السوائل.

من التقاليد إلى الحداثة
كان البابا بيوس، الذي توفي عام 1914، أول بابا يُحفظ بالطرق الحديثة. وجاءت نقطة التحول عام 1958 بعد فشل تحنيط البابا بيوس الثاني عشر، حيث حاول الطبيب المشرف الحفاظ على الجثمان تماشياً مع رغبة البابا بدفنه على طبيعته.