أسرار اللاراريوم: حماة المنزل الروماني في رسالة دكتوراة جديدة

انطلقت في رحاب كلية الآداب بجامعة كفر الشيخ، مناقشة رسالة دكتوراة بعنوان «اللاراريوم وحماة المنزل الروماني»، قدمتها الباحثة أميرة محمد هيكل، المدرس المساعد بقسم الآثار. تسلط الرسالة الضوء على جانب مهم من التراث الديني والاجتماعي للحضارة الرومانية، من خلال تحليل اللاراريوم بوصفه مزارًا منزليًا مخصصًا للآلهة الحامية للأسرة والمنزل.
لجنة المناقشة
تألفت لجنة الحكم والمناقشة من:
- الدكتور عزت ذكي قادوس، أستاذ الآثار اليونانية والرومانية المتفرغ بكلية الآداب جامعة الإسكندرية (رئيسًا ومناقشًا).
- الدكتور محمود فوزي الفطاطري، أستاذ الآثار اليونانية والرومانية ورئيس قسم الآثار بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ (مشرفًا وعضوًا).
- الدكتور حسام أحمد المسيري، أستاذ الآثار اليونانية والرومانية ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ (مشرفًا وعضوًا).
- الدكتور هالة السيد ندا، أستاذ الآثار اليونانية والرومانية ووكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب بكلية الآداب جامعة طنطا (مناقشًا وعضوًا).
اللاراريوم عبر العصور
تناولت الرسالة بالدراسة والتحليل ظهور اللاراريوم وتطوره عبر العصور، وتمثيله في الفنون المختلفة من الجداريات والمنحوتات إلى الأعمال الفنية الحديثة المستوحاة منه، كاشفة عن أبعاده الرمزية والاجتماعية، وانعكاساته على الحياة اليومية للمجتمع الروماني. تضمنت الدراسة مقدمة وأربعة فصول رئيسية، أعقبتها قائمة مراجع وملحق يضم صورًا وأشكالًا توضيحية.
اللاراريوم واللاريس: علاقة مقدسة
تناولت المقدمة العلاقة بين اللاراريوم واللاريس، حيث مثل الأول مزارًا منزليًا مصغرًا مكرسًا للآلهة الحامية، بينما ارتبط الثاني بمذبح أو موضع مقدس للعبادة وتقديم القرابين، وهو ما انعكس في الفنون الرومانية من خلال تصويرات طقسية ومشاهد منزلية مقدسة.
ملامح من الفصول
في الفصل الأول، تم تفسير المسميات والوظائف المرتبطة بالمعبودات والأرواح، مع التركيز على مفاهيم اللاريس والبيناتيس، تلك الأرواح الحامية التي مثلت عناصر الحماية والرخاء للأسرة والدولة. كما بحث الفصل العلاقة بين هذه الكيانات الروحية والحياة اليومية للرومان.
أما الفصل الثاني فتناول تصوير المعبودات داخل المنازل الرومانية، سواء عبر التماثيل أو الجداريات، مع توضيح الفروق بين أماكن وضع هذه الرموز الروحية، بدءًا من الغرف الرئيسية حتى المطابخ والمخازن. وتنوعت مظاهر العبادة بحسب أنشطة أفراد الأسرة وموقعهم الاجتماعي.
قدم الفصل الثالث تحليلًا تفصيليًا لللاراريوم من حيث التعريف والبنية المعمارية والزخارف، كما استعرض أبرز نماذجه المحفوظة في المتاحف العالمية، وأشكال الفنون المرتبطة به مثل الأواني والشموع والأدوات الطقسية المستخدمة في الشعائر المنزلية.
وسلط الفصل الرابع الضوء على تطور اللاراريوم بمرور الزمن، من حيث المعبودات والوظائف والعمارة، مع رصد التحولات الفنية والمعمارية التي طرأت عليه عبر العصور، وصولًا إلى العصرين الجمهوري والإمبراطوري. واختلفت ملامح الزخرفة والبنية بين فترات البساطة والرقي الزخرفي.
نتائج الدراسة
كشفت الباحثة في الخاتمة عن أهم نتائج الدراسة، حيث تبين أن اللاراريوم جمع بين نوعين من المعبودات: الأولى مرتبطة بالموقد والنار مثل الإله لاريس، والثانية تمثل أرواح الأسلاف. كما أكدت على الدور المحوري للنساء في إبقاء نيران العبادة مشتعلة، إذ كان انطفاؤها يسبب الخزي. وأبرزت الرسالة كيف تطورت الوظائف الروحية للاريس والبيناتيس، وتغيرت أشكال الزخرفة المرتبطة بهم بمرور الوقت.
إشادة لجنة المناقشة
أشاد أعضاء لجنة المناقشة بقيمة الدراسة وأصالتها العلمية، مؤكدين أنها تمثل إضافة حقيقية لحقل الدراسات الأثرية، خاصة في ما يتعلق بفهم الحياة اليومية والعقائد الشعبية في المجتمع الروماني القديم. كما أثنوا على جهد الباحثة الدؤوب في جمع المادة العلمية وتحليلها بمنهجية دقيقة، وعلى التناول الشامل لموضوع اللاراريوم من جوانبه الفنية والمعمارية والدينية، مؤكدين أن الرسالة جديرة بأن تكون مرجعًا مهمًا للباحثين في هذا المجال.
واختتمت الرسالة بقائمة للمصادر والمراجع العلمية العربية والأجنبية التي اعتمدت عليها الباحثة في إعداد دراستها.