أزمة لاجئين أفغان: عودة قسرية من إيران إلى وطن مُنهك

تتزايد معاناة اللاجئين الأفغان في إيران يومًا بعد يوم، في ظل موجة اعتقالات وترحيل قسري غير مسبوقة، تُلقي بظلالها على مستقبل آلاف الأسر والأطفال العائدين إلى وطن مُنهك.
هجرة جماعية إلى هرات
شهدت ولاية هرات غرب أفغانستان في الأيام الأخيرة تدفقًا هائلاً للاجئين العائدين من إيران، حيث تجاوز عددهم 300 ألف شخص خلال 12 يومًا فقط، وفقًا لما أعلنه رئيس الثقافة والإعلام في الولاية، أحمد الله متقي. وأشار متقي إلى أن وتيرة العودة ارتفعت بشكلٍ دراماتيكي، لتصل إلى 35 ألف عائد يوميًا، غالبيتهم من الأسر والأطفال، مقارنة بـ 3 آلاف فقط في بداية الشهر الماضي.
ترحيل قسري وقلق أممي
أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها البالغ إزاء تصاعد أزمة اللاجئين الأفغان، محذرةً من نفاد الموارد اللازمة لتقديم المساعدة للعائدين. وأكدت المفوضية أن العودة الجماعية للاجئين، سواء كانت طوعية أم قسرية، تُفاقم الوضع الإنساني المتأزم في أفغانستان، حيث يفتقر الآلاف إلى المأوى والخدمات الصحية الأساسية ومياه الشرب النظيفة وفرص العمل.
انتهاكات إنسانية وتحديات مستقبلية
أدانت منظمات حقوق الإنسان والهجرة والناشطون السياسيون والحقوقيون والمدنيون الأفغان تصرفات السلطات الإيرانية، واصفين إياها بـ“اللاإنسانية”. وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر تقديم مواطنين إيرانيين في بلوشستان الطعام والماء للاجئين الأفغان المحتجزين داخل معسكرات الترحيل، ما يُسلط الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعيشونها.
وتحدث عدد من العائدين عن تعرضهم لمعاملة غير إنسانية في إيران، مؤكدين ترحيلهم قسرًا رغم حيازتهم لوثائق قانونية. كما اتهم ناشطون أفغان السلطات الإيرانية بترحيل الأطفال منفصلين عن أسرهم، محذرين من مصير مجهول ينتظرهم.
مأساة إنسانية تتطلب تدخلاً عاجلاً
مع عودة أكثر من 1.4 مليون أفغاني إلى بلادهم هذا العام، وفقًا لإحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تزداد الحاجة إلى تدخل دولي عاجل لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة وتقديم الدعم اللازم للاجئين العائدين، وضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية.