أزمة تمويل غير مسبوقة تُهدد دور الأمم المتحدة في أفريقيا

تواجه الأمم المتحدة أزمة مالية غير مسبوقة، تُهدد قدرتها على الاستمرار في أداء مهامها الحيوية، خاصة في القارة الأفريقية التي تعتمد بشكل كبير على دعمها الإنساني واللوجستي، وفقًا لتقرير نشرته مجلة “جون أفريك” الفرنسية.
عجز مالي يُهدد برامج الأمم المتحدة
مع اقتراب الذكرى الثمانين لتأسيسها، تجد المنظمة الدولية نفسها مضطرةً لتطبيق خطة تقشف صارمة، قد تؤدي إلى تقليص أو تعليق عدد من برامجها الحيوية في أفريقيا، بما في ذلك عمليات حفظ السلام والمساعدات الغذائية والصحية. يأتي ذلك في ظل عجز مالي خطير، حيث لم تتلق المنظمة سوى جزء ضئيل من المساهمات المالية المقررة لعام 2025.
تداعيات خطيرة على القارة الأفريقية
تُلقي الأزمة بظلالها الكثيفة على القارة الأفريقية، نظرًا لاعتمادها الكبير على وكالات وبرامج الأمم المتحدة في مجالات الصحة والغذاء واللاجئين والتعليم. بعثات حفظ السلام في مناطق مثل جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان والكونغو الديمقراطية لا تتلقى سوى 83% من تمويلها، فيما جُمّدت تعويضات القوات المشاركة في هذه المهام بسبب نقص السيولة.
مخاطر تهدد برامج حيوية
يواجه برنامج الأغذية العالمي ومفوضية اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) خطر وقف أو تقليص عملياتهم، خاصة بعد إلغاء الولايات المتحدة تمويلاً بقيمة 335 مليون دولار كان مخصصًا لبرامج الصحة الإنجابية في أكثر من 25 دولة، من بينها الكونغو والسودان وتشاد. وحذر المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من أن “التخفيضات الجارية بدأت بالفعل تُؤدي إلى نتائج كارثية، وتهدد أرواح الملايين حول العالم”.
إصلاحات هيكلية لتقليص النفقات
في ظل هذه الأزمة، تعمل الأمم المتحدة على إعداد مشروع ميزانية لعام 2026 يتضمن إصلاحات هيكلية لخفض النفقات وتعزيز الكفاءة. من المتوقع أن تشمل هذه الإصلاحات دمج بعض الوكالات، وإعادة توزيع العاملين إلى مراكز أقل تكلفة، وخفض عدد الموظفين بنحو 7,000 شخص.
دعوات للحفاظ على دور الأمم المتحدة في أفريقيا
دعت كل من الجزائر وكينيا وموزمبيق، في جلسة عامة عُقدت في 19 مايو، إلى تصميم هذه الإصلاحات بما يضمن الحفاظ على الدور الحيوي للأمم المتحدة في أفريقيا، بدلاً من تقليصه. وإذا استمرت الأزمة المالية، فقد تجد الأمم المتحدة نفسها أمام مفترق طرق، حيث لن يكون بمقدورها تنفيذ التفويضات الموكلة إليها، ما قد يُخلّف فراغًا خطيرًا في مناطق النزاع، ويُضعف الجهود التنموية والإنسانية، لا سيما في أفريقيا.