آداب زيارة مسجد النبي.. كيف تقف في حضرة الحبيب الأعظم؟

تشغل زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وجدان كل مسلم، فهي أمنية غالية يتمنى كل مؤمن تحقيقها. ولكن هذه الزيارة الروحانية تتطلب استعدادًا خاصًا، ليس فقط على مستوى الجسد، بل وأيضًا على مستوى القلب والروح. فما هي الآداب التي يجب مراعاتها عند زيارة الحبيب المصطفى؟
النية الصادقة والاستئذان.. أولى خطوات الزيارة
يؤكد الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، على أهمية النية الصادقة قبل الشروع في هذه الرحلة المباركة، فزيارة النبي ﷺ ليست مجرد زيارة لقبر، بل هي وقوف في حضرة حي يُرزق، يسمع السلام ويردّه، ويعرف زواره واحدًا واحدًا. ويشدد على ضرورة الاستئذان من الحضرة الشريفة، استحضارًا لجلال المقام وعظمة من نقف بين يديه.
مواجهة النبي ﷺ.. أين تقف؟
يبين الشيخ الطلحي أن المواجهة الشريفة تقع عند الباب الذهبي، حيث يكون موضع وجه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. أما من كان في ناحية الروضة الشريفة، فعليه التوجه إلى الأسطوانة، فهي أقرب نقطة إلى الرأس الشريف. وهناك يقف الزائر، والقبلة خلفه، يستقبل النبي ﷺ بقلبه ولسانه، ثم يسلم بصوت خافت، ويبلغ السلام لمن أوصاه بذلك.
الدعاء والتوسل.. لحظات مناجاة الحبيب
بعد السلام، يستحب للزائر أن يدعو لنفسه ولمن يحب، وأن يستغفر لوالديه وأصحابه. كما يُستحب التوسل بجاه النبي ﷺ عند الله، كما توسل إخوة يوسف بقولهم: (يا أيها العزيز مسّنا وأهلنا الضر). ويقف الزائر موقفًا يمزج فيه الحب بالرجاء، والرجاء بالخجل، مستشعرًا عظمة المقام.
الانصراف.. بأدب وخشوع
عند الانصراف، يجب على الزائر أن يستأذن، كما أمر الله في كتابه الكريم: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه). ليغادر الزائر بروح مشبعة بالنور، وعين دامعة، وقلب ممتلئ بالحب والشوق.
وختامًا، يدعو الشيخ الطلحي إلى الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، امتثالًا لقوله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).