منوعات

ندوة تاريخية مثيرة تكشف أسرار المصادر الأم في تاريخ الكويت والخليج

في رحاب الدورة السابعة عشرة لمهرجان “صيفي ثقافي”، انعقدت ندوة بمكتبة الكويت الوطنية، نظمها المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، سلطت الضوء على المصادر الأم في تاريخ الكويت ومنطقة الخليج العربي، بحضور دلال الفضلي، مديرة المهرجان، وجمع غفير من المهتمين والباحثين والأكاديميين المتخصصين.

المصادر الأم.. كنوز تاريخية تُروي حكاية الكويت والخليج

تناولت الندوة، التي أدارها الباحث التاريخي نادر الوثير، موضوع “المصادر الأم في تاريخ الخليج والكويت الحديث”، حيث قدم الباحث الدكتور محمد راشد خرشان محاضرة قيّمة أكد فيها على الحضور البارز للكويت والخليج العربي في المصادر التاريخية، مشيراً إلى اهتمام الرحالة والمؤرخين، لا سيما الأجانب، بتاريخ المنطقة الغني.

خرشان: مصادر تاريخية أولية وفيرة تُثري تاريخ الخليج

أوضح د. خرشان أن تاريخ الخليج الحديث زاخر بمصادر أولية وفيرة ومتنوعة، تُعد من أقدم سجلات التاريخ، كما أشار إلى احتمالية وجود مصادر أخرى ضمن إطار المصادر الأولية، تختلف عنها في طبيعتها، لا يُشار إليها عادةً في الأبحاث التاريخية الأكاديمية المعاصرة إلا كمصادر أولية أيضاً، مما يُسبب إشكالاً ببليوغرافياً ومعضلة كرونولوجية تتعلق بـ المصادر الأم.

ما هي المصادر الأم؟ وكيف نتعامل معها؟

أطلق د. خرشان على هذه المصادر غير المألوفة في الأوساط الأكاديمية اسم “المصادر الأم” (mother-sources)، وسعى من خلال محاضرته للإجابة عن سؤال جوهري: ما ماهية المصادر الأم؟ وكيف يتم ملاحظتها؟ وما المنهج المناسب لتشخيص عناصرها وآلية النقولات المصدرية منها؟ وهل يمكن لـ المصادر الأم التأقلم مع مدونات حقب تاريخية أخرى كالحديثة؟

نماذج وثائقية غربية تُلقي الضوء على تاريخ الكويت والخليج

اعتمد د. خرشان في محاضرته على نماذج وثائقية غربية ذات صلة بتاريخ الخليج والكويت، كانت تُعتبر مصادر أولية في المباحث التاريخية الأكاديمية. ومن خلال منهج “الديالكتيكي”، خضعت مجموعة من المباحث الأكاديمية المتصلة بتاريخ الخليج والكويت لنقد يُصنف من المراجعات الأدبية النوعية، للكشف عن مواطن قوة تلك الدراسات وضعفها في قراءة محتويات محددة لنماذج مصدرية أولية، وموقفها من تصديرها إلى مصادرها الأم. وتم تقسيم باحثي تلك الدراسات إلى ثلاثة أصناف حسب تفاعلهم مع مفهوم المصادر الأم.

استنتاجات وتوصيات لإعادة تصنيف المصادر التاريخية

اختتم د. خرشان محاضرته باستعراض استنتاجات وتوصيات، منها إعادة تصنيف ببليوغرافيا المواد التاريخية بالدراسة، واستحداث تصنيف جديد للمصادر الأم والمصادر الأولية والثانوية، وكشف بيانات تاريخية جديدة من مصادر أم غير معروفة، وإعادة استكشاف بيانات مصادر أولية عبر تجذيرها لموادها التاريخية الأم.

يشار إلى أن د. خرشان حاصل على دكتوراه في التاريخ الحديث من جامعة السلطان قابوس، وماجستير وآداب من جامعة الكويت بتقدير امتياز، وله مؤلفات ومنشورات أكاديمية، وعضويات في جمعيات تاريخية دولية، منها الجمعية التاريخية الملكية بالمملكة المتحدة، وجمعية دراسات القرن التاسع عشر العالمية بالولايات المتحدة، وجمعية دراسات الخليج والجزيرة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى