روسيا وأوكرانيا: حرب استنزاف.. دعم بريطاني لا ينضب ومساعٍ دولية للسلام

في مشهدٍ يعكس قسوة الحرب الدائرة، أكد وزير الدفاع البريطاني أمام البرلمان التزام بلاده الراسخ بدعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي المتواصل منذ أكثر من 1230 يومًا. وأشار إلى صمود الشعب الأوكراني، رغم الخسائر الفادحة، مؤكدًا أن بريطانيا لا تزال تحتفظ بأعلى نسبة دعم شعبي لأوكرانيا بين دول أوروبا.
تطورات ميدانية خطيرة
تستمر روسيا في ضغطها العسكري على طول الجبهة، لا سيما في سومي وبوكروفسك وكورسك. وخلال الشهر الماضي، تمكنت القوات الروسية من السيطرة على 550 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الأوكرانية، إلا أنها عجزت عن اختراق دفاعات مدن محصنة مثل بوكروفسك منذ عام.
ورغم هذه المكاسب الميدانية المحدودة، إلا أن الخسائر البشرية في صفوف الجيش الروسي فادحة، حيث تجاوز عدد القتلى والجرحى المليون، مسجلاً هذا العام وحده 240 ألف إصابة.
تصعيد الهجمات بالطائرات المسيرة
تشهد الحرب تصاعدًا ملحوظًا في استخدام روسيا للطائرات المسيرة الانتحارية، حيث أطلقت 1900 طائرة في أبريل، و4000 في مايو، و5000 في يونيو، و3200 حتى منتصف يوليو. وشهد يوم 9 يوليو أكبر هجوم جوي منذ بداية الحرب، بأكثر من 700 طائرة مسيرة في ليلة واحدة، وفقاً لجون هيلي.
أوكرانيا ترد بعمليات نوعية
أشاد وزير الدفاع البريطاني بعملية “شبكة العنكبوت” الأوكرانية، التي نجحت في تدمير 41 قاذفة استراتيجية روسية، مُشكلّة ضربةً موجعةً للقوات الروسية. كما أكد استمرار أوكرانيا في استهداف مواقع داخل روسيا لرفع تكلفة الحرب على القيادة الروسية.
التزامات الناتو وتعاون دولي واسع
خلال قمة الناتو الأخيرة، تعهدت 32 دولة بزيادة إنفاقها العسكري ليصل إلى 5٪ من ناتجها المحلي على الدفاع بحلول عام 2035، وتخصيص 40 مليار يورو لدعم أوكرانيا هذا العام. وشهدت القمة توقيع اتفاق تعاون عسكري بين لندن وكييف لتعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية.
كما أشار الوزير إلى دعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لهذه الجهود، وطرحه مهلة 50 يومًا أمام بوتين للموافقة على اتفاق سلام، بالإضافة إلى تعهدات بتسريع نقل الأسلحة.
مساهمات بريطانية كبيرة
تجاوزت مساهمات بريطانيا لأوكرانيا هذا العام 4.5 مليار جنيه إسترليني، وشملت:
700 مليون جنيه إسترليني للذخيرة والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي.
50 ألف طائرة مسيرة منذ مارس.
دعم مشترك مع ألمانيا للدفاع الجوي.
تبرع إضافي بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني لبرنامج الناتو للمساعدات.
التحضير لمرحلة السلام
تقود بريطانيا وفرنسا تحالفًا يضم 30 دولة لوضع خطط أمنية لأوكرانيا لما بعد الحرب. وتم الاتفاق على إنشاء “قوة متعددة الجنسيات لأوكرانيا”، يكون مقرها الرئيسي في باريس، ثم ينتقل لاحقًا إلى لندن، مع وجود مقر تنسيقي في كييف برئاسة ضابط بريطاني.
وستعمل هذه القوة على:
دعم القوات البرية بالتدريب والإمداد.
حماية الأجواء بنظام مراقبة جوي يشبه نظام الناتو.
تأمين البحر الأسود عبر تعزيز القوة البحرية.
التزام طويل الأمد
أكد وزير الدفاع البريطاني استعداد المملكة المتحدة ليوم السلام، ومشاركتها في ضمانه. وفي ذكرى استقلال أوكرانيا في 24 أغسطس، ستظل البلاد تحت الاحتلال، لكن بريطانيا لن تتخلى عنها.
واختتم كلمته بالتأكيد: “سنبقى إلى جانب أوكرانيا، اليوم وغدًا، وكل يوم، حتى تنتصر.”