حوادث

جريمة تهز مسطرد: عامل يُقتل طعناً بسبب خلاف على الإيجار

في مشهدٍ جنائزي مُفجع، ودّعت أسرة أحمد جلال، العامل البسيط، جثمانه إلى مثواه الأخير بمقابر مسطرد في محافظة القليوبية، بعد أن لقي مصرعه إثر طعنة نافذة في القلب. لم تكن دموع أسرته لتجف، ولا صرخاتهم لتهدأ، وهم يستوعبون هول الفاجعة التي حلّت بهم إثر خلافٍ على زيادة الإيجار.

خلاف على الإيجار يتحول إلى جريمة قتل

بدأت المأساة بخلافٍ حاد بين شقيقة المجني عليه ومالكة العقار الذي تسكنه، حول زيادة قدرها 300 جنيه على الإيجار، إضافة إلى 50 جنيهًا مصاريف نظافة. حاول أحمد التدخل لتهدئة الأمور والتفاهم، لكن القدر كان له رأيٌ آخر. وسط ذهول المارة، سقط أحمد غارقًا في دمائه إثر طعنة غادرة في القلب على يد ابنة مالكة العقار وأحد أقاربها.

مشهد جنائزي مهيب وسط صرخات العائلة

شهد مسجد “السنية القبلى” مشهدًا جنائزيًا مهيبًا، حيث تعالت أصوات النحيب والبكاء، واختلطت دموع النساء بدعوات الرجال. حُمِل جثمان أحمد على الأكتاف إلى مثواه الأخير، تاركًا وراءه أسرةً مفجوعة فقدت عائلها وسندها.

صرخات ابنة الضحية: “مين هيجهزني لبيت عريسي يا بابا؟”

على بوابة المقابر، جلست آية، ابنة المجني عليه، منهارةً تمامًا، تتساءل بحرقة: “يا حبيبي.. مكنتش بتشرب الشاي غير من إيدي هتسيبني لمين دلوقتى؟.. مين هيجهزني لبيت عريسي يا بابا؟”. أما شقيقة أحمد، فكانت صرخاتها تعلو وسط الجموع: “سندي راح.. عايزين حقه”.

رواية ابنة الضحية: “أبويا ملهوش في الخناق”

تحكي آية، ابنة المجني عليه، أن والدها “ملهوش في الخناق، وعلى طول بيمشي في حاله”، وأنه يعمل في قاعة أفراح لتوفير لقمة العيش لأسرته. تضيف آية أن والدها كان ذاهبًا لشراء سجائر، ثم قرر التوجه لحل الخلاف بين شقيقته ومالكة العقار، ليلقى حتفه غدرًا.

نجل الضحية ينجو من الموت بأعجوبة

يوسف، نجل المجني عليه، نجا من الموت بأعجوبة بعد أن تلقى طعنة في رقبته، استدعت 55 غرزة جراحية. يروي يوسف تفاصيل الحادث، وكيف هرع إلى مكان الواقعة لمساعدة والده وعمته، ليتعرض هو الآخر لاعتداءٍ وحشي. “مسكت عصاية كنت لاقيها على الأرض، هوشتهم بيها علشان أبعدهم، بعد كده روحت المستشفى دخلت عمليات 3 ساعات ونص، واتخيطت 55 غرزة”، يقول يوسف.

النيابة العامة تحقق في ملابسات الجريمة

باشرت النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة، حيث انتقلت إلى مسرح الجريمة واستمعت إلى أقوال شهود العيان وأفراد أسرة المجني عليه. أمرت النيابة بتشريح جثمان أحمد لبيان سبب الوفاة بدقة، وطلبت تحريات المباحث حول ملابسات الحادث. قررت النيابة حبس المتهمين الرئيسيين على ذمة التحقيقات، في انتظار إحالتهما إلى المحاكمة الجنائية.

بينما تُطالب أسرة أحمد بالقصاص العادل، يبقى السؤال المُلح: هل ستُرد العدالة، أم ستُضاف هذه الجريمة إلى سلسلة الجرائم التي تهز المجتمع المصري؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى