تحليل جولدمان ساكس: هل يستعيد الجنيه المصري عافيته أمام الدولار؟

تشهد الأسواق المصرية حالة من الترقب، في ظل التوقعات الإيجابية التي أطلقها بنك جولدمان ساكس، أحد أكبر بنوك الاستثمار العالمية، حول مستقبل الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي. فبعد فترة من التقلبات، يبدو أن العملة المحلية تستعد لاستعادة بعض من قوتها، مدعومةً بعوامل اقتصادية إيجابية.
استقرار سعر الصرف: ثمار قرار تحرير الجنيه
شهد سعر صرف الجنيه استقراراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، مقارنةً بفترة الاضطرابات التي سبقت قرار تحرير سعر الصرف في مارس 2024. يُعزى هذا الاستقرار إلى نجاح الحكومة في إدارة ملف سعر الصرف، وتحقيق مرونة أكبر للجنيه أمام العملات الأجنبية.
جولدمان ساكس: توقعات إيجابية لمستقبل الجنيه
توقع بنك جولدمان ساكس استمرار استقرار سعر صرف الجنيه أمام سلة من العملات الأجنبية، وعلى رأسها الدولار، العملة الرئيسية للاستيراد في مصر. وأشار التقرير إلى إمكانية استعادة الجنيه لقوته، في ظل استمرار الحكومة في تطبيق استراتيجية النهضة الاقتصادية.
عوامل تدعم قوة الجنيه المصري
أرجع التقرير حالة الاستقرار الحالية إلى زيادة الاحتياطيات الأجنبية، وارتفاع صافي الأصول الأجنبية في القطاع المصرفي إلى فائض 4.8 مليار دولار في مايو 2025، مقارنة بعجز 17.6 مليار دولار في بداية العام الماضي. هذه المؤشرات الإيجابية تعزز ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري، وتدعم سعر صرف الجنيه.
توصية بالاستثمار في الجنيه المصري
أوصى بنك الاستثمار الأمريكي بالدخول في مركز “بيع الدولار مقابل الجنيه”، مستهدفاً عائداً كلياً بنسبة 5%، مع تحديد حد الخسارة عند -2.5%. وتعتمد هذه التوصية على تراكم عوائد الفائدة خلال الربع المقبل، قبل أن يبدأ البنك المركزي في خفض أسعار الفائدة، وليس على افتراض حدوث ارتفاع في سعر الصرف الرسمي. وتوقع جولدمان ساكس أن هذه العوامل ستعزز من قوة الجنيه، وتسمح له بالتفوق على المسار المتوقع في منحنى العقود الآجلة غير القابلة للتسليم.