الاتحاد قوة: خطبة الجمعة المقبلة تدعو إلى الوحدة والتآلف

في خطوةٍ تعكس حرصها على ترسيخ قيم التلاحم المجتمعي، أعلنت وزارة الأوقاف أن خطبة الجمعة القادمة، الموافق 18 يوليو 2025، ستتمحور حول موضوع “الاتحاد قوة“. تهدف الخطبة إلى تعزيز الوحدة والتآلف بين المسلمين، مُحذرةً من الفرقة وما تُخلّفه من ضعف وانقسام.

نص خطبة الجمعة: الاتحاد قوة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

منذ بزوغ فجر الإسلام، أكد النبي صلى الله عليه وسلم على مبدأ عظيم، ألا وهو أن قوة الأمة تكمن في وحدتها وتماسك أبنائها، ونبذ كل ما يُثير الفرقة والشقاق.

القرآن الكريم يدعو إلى الوحدة

يُطالبنا القرآن الكريم بالتمسك بحبل الله جميعاً، ويُحذرنا من التفرقة والتشرذم، قال تعالى: ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)). كما يُذّكرنا بنعمته علينا حين ألف بين قلوبنا وجعلنا إخوة متحابين.

سنة النبي صلى الله عليه وسلم تُرسخ قيمة التآلف

شبه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين في تراحمهم وتوادهم كالجسد الواحد، فإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. كما شبّههم بالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضاً.

ولعل أروع مثال على الوحدة هو اجتماع المسلمين في الحج، يدعون رباً واحداً بلباس واحد وهتاف واحد، مشهدٌ يُجسد قوة التآلف.

وكذلك الصلاة، تُظهر وحدة المسلمين وهم صفاً واحداً، مُستجيبين لأمر الله تعالى ولنبيه صلى الله عليه وسلم.

التناحر والتشرذم يُضعفان الأمة

إن التناحر والصراعات تُعتبر العدو الأول للأمة، بينما تُمثل وحدة الصف صمام أمانها. لقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على بناء وحدة الأمة في المدينة المنورة، وألف الله بين قلوب المهاجرين والأنصار.

الخطبة الثانية: الاتحاد قوة، والفرقة ضعف

لا شك أن اتحادنا هو مصدر قوتنا، وأن تفرقنا هو سبب ضعفنا وذلنا. كلما كنا يدًا واحدة، ازدادت هيبتنا بين الأمم، وحينما نتفرق ونختلف، نصبح عرضةً للتحديات والأخطار.

ولنتذكر قصة الرجل الذي علم أبناءه درساً في الوحدة، فأعطى كل واحد منهم عوداً ليكسره، فكسروه بسهولة، ولكن حين جمع الأعواد في حزمة واحدة، عجزوا عن كسرها.

فلنحرص على وحدتنا وتماسكنا، ولندعو الله أن يوحد صفنا ويجمع كلمتنا، ويحفظ مصرنا من كل مكروه وسوء.