ابن كبير الرحيمية.. قصة الفنان السيد بدير بين الدراما والواقع

عرفه الجمهور المصري بشخصية “عبد الموجود” ابن كبير الرحيمية، الفلاح البسيط خفيف الظل، لكن السيد بدير لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل فنان شامل جمع بين التمثيل والإخراج وكتابة السيناريو. رحلة فنية طويلة حافلة بالأعمال التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور، وراءها حياة شخصية مليئة بالدراما والشجن.
مأساة أبو الشهيدين
عاش السيد بدير مأساة فقدان ابنيه، فبعد استشهاد ابنه الأول في حرب أكتوبر 1973، رحل ابنه الثاني في ظروف غامضة، وسط اتهامات بتورط الموساد الإسرائيلي في اغتياله، نظراً لعمله مهندساً بالقوات المسلحة، ليُلقب بدير بـ “أبو الشهيدين”.
من الطب البيطري إلى سحر السينما
درس السيد بدير الطب البيطري، لكن شغفه بالفن دفعه إلى عالم السينما. بدأ مشواره عام 1944 بفيلم “وحيدة”، ثم توالت أعماله منها “الماضي المجهول” و”السوق السوداء”.
الفنان الشامل
مولود في 11 يناير 1915، لم يقتصر دور السيد بدير على التمثيل فقط، بل امتدت موهبته إلى الترجمة والإخراج الإذاعي والتأليف، مُخلفاً وراءه إرثاً فنياً ضخماً. لعل أشهر أدواره “عبد الموجود” ابن كبير الرحيمية، خاصة في فيلم “ابن ذوات” مع إسماعيل ياسين وعمر الجيزاوي وعبد السلام النابلسي.

تزوج السيد بدير من إحدى قريباته وأنجب منها ثلاثة أبناء، من بينهم عالم الفضاء سعيد بدير الذي توفي عام 1989، قيل وقتها إنه تعرض للاغتيال.
زيجة فنية وزواج من قريبته
تزوج السيد بدير أيضاً من الفنانة شريفة فاضل، وأنجب منها ابناً استشهد في حرب أكتوبر عام 1973، مما أثر بشدة على صحته. خلدت شريفة فاضل ذكرى ابنها بأغنية “ابني حبيبي يا نور عيني”.

إرث فني خالد
كتب وأخرج السيد بدير للإذاعة حوالي ثلاثة آلاف تمثيلية ومسلسل، وأنفق وألف وأخرج للمسرح حوالي 400 مسرحية، إضافة إلى العديد من المسلسلات. من أشهر أعماله “جعلوني مجرماً”، “شباب امرأة”، “رصيف نمرة 5″، و”سكر هانم”. كان آخر أعماله فيلم “عمل إيه الحب في بابا” عام 1980. توفي في 30 أغسطس 1986.
