منوعات

نجيب محفوظ.. 19 عامًا على رحيل عملاق الرواية العربية

في مثل هذا اليوم، قبل تسعة عشر عامًا، رحل عنا عملاق الأدب العربي، الأديب العالمي نجيب محفوظ، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا خالدًا لا يزال يُقرأ ويُدرس في جميع أنحاء العالم. صاحب نوبل، الذي أسهمت أعماله في إثراء الرواية العربية، يُحيي محبوه اليوم ذكراه التاسعة عشرة.

من الجمالية إلى العالمية

وُلد نجيب محفوظ في 11 ديسمبر 1911 بحي الجمالية الشعبي، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، كان والده موظفًا محبًا للأدب، ووالدته ابنة أحد شيوخ الأزهر. انتقلت أسرته لاحقًا إلى حي العباسية، إلا أن البيئة الشعبية لحي الجمالية تركت بصمتها الواضحة على أعماله الأدبية، التي جسدت حياة المصريين البسطاء.

رحلة الكاتب من الفلسفة إلى الأدب

درس نجيب محفوظ الفلسفة في جامعة القاهرة، وتخرج منها عام 1930. ورغم إعداده رسالة ماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، إلا أن شغفه بالأدب دفعه إلى الترجمة والكتابة الإبداعية. نشر أول قصة قصيرة له بعنوان “فترة من الشباب” عام 1932، ثم توالت أعماله الروائية، بدايةً بالروايات التاريخية مثل “عبث الأقدار” و”رادوبيس” و”كفاح طيبة”.

محفوظ.. عاشق الحارة المصرية

سرعان ما تحول اهتمام محفوظ إلى تصوير الحارة المصرية، ليقدم لنا روائع خالدة مثل ثلاثيته الشهيرة، “بين القصرين”، “قصر الشوق”، و”السكرية”، وروياته الأخرى التي تناولت حياة البسطاء وهمومهم، مثل “أولاد حارتنا” و”الحرافيش”.

مسيرة حافلة بالعطاء

عمل نجيب محفوظ في عدد من الوظائف الحكومية، منها وزارة الأوقاف، ومؤسسة القرض الحسن، ووزارة الثقافة، حيث تقلد مناصب قيادية في مجالات السينما والإذاعة والتليفزيون. كما ارتبط اسمه بمؤسسة الأهرام ككاتب بارز منذ عام 1950. وترك محفوظ إرثًا أدبيًا ضخمًا، شمل عشرات الروايات والمجموعات القصصية، التي تحولت العديد منها إلى أفلام سينمائية بارزة.

نوبل.. تتويج لمسيرة عملاق

حصد نجيب محفوظ العديد من الجوائز الأدبية المحلية والعالمية، تتويجًا لمسيرته الحافلة بالعطاء. ومن أبرز هذه الجوائز، جائزة نوبل في الأدب عام 1988، التي كانت بمثابة تقدير عالمي لإبداعه الأدبي الفريد.

رحيل جسدي.. وبقاء روحي

رحل نجيب محفوظ في 30 أغسطس 2006، عن عمر ناهز 95 عامًا، إلا أن أعماله ظلت حاضرة في وجدان الثقافة العربية والعالمية، شاهدة على إبداع كاتب استطاع أن ينقل نبض الشارع المصري إلى العالم أجمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى