غريتا ثونبرغ.. من حماية البيئة إلى تحدي إسرائيل في غزة

منذ ظهورها اللافت للأنظار وهي في الخامسة عشرة من عمرها أمام البرلمان السويدي، لم تتوقف غريتا ثونبرغ عن إثارة الجدل. بدأت رحلتها كناشطة بيئية شابة تدعو إلى حماية المناخ، لتجد نفسها في مواجهة مباشرة مع إسرائيل بعد حرب غزة الأخيرة. رحلة غريتا، المليئة بالتحديات والإنجازات، تحكي قصة تحولها من مراهقة سويدية إلى رمز عالمي لقضايا المناخ والعدالة الاجتماعية.

من الإضراب المدرسي إلى شخصية العام

في عام 2018، خطت غريتا أولى خطواتها نحو العالمية بمقاطعة المدرسة والاعتصام أمام البرلمان السويدي للمطالبة بالتحرك لمواجهة تغير المناخ. بعد عام واحد فقط، تحولت إلى أيقونة عالمية، حيث ألهمت ملايين الشباب حول العالم للانضمام إلى حركتها. اختارتها مجلة “تايم” شخصية العام 2019، لتصبح أصغر شخصية تحصل على هذا اللقب المرموق.

غريتا ونوبل للسلام

ترشحت غريتا لجائزة نوبل للسلام لثلاث دورات متتالية، تقديراً لتأثيرها العالمي في مجال النشاط البيئي. ورغم عدم فوزها بالجائزة، إلا أنها حصلت على “جائزة نوبل البديلة”، وهو تكريم يُمنح للأفراد الذين يساهمون في إيجاد حلول عملية للتحديات العالمية.

غريتا في مواجهة إسرائيل

مع اندلاع حرب غزة، اتخذت غريتا موقفاً واضحاً بالتضامن مع الفلسطينيين، وهو ما أثار حفيظة الحكومة الإسرائيلية ووسائل الإعلام العبرية. وصفتها الصحافة الإسرائيلية بـ “المعادية للسامية”، وحظرت وزارة التعليم الإسرائيلية ذكر اسمها في المدارس. لم تتراجع غريتا، بل شاركت في مظاهرات داعمة لغزة، وربطت قضية المناخ بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

رحلة “مادلين”.. تحدٍ جديد

في يونيو 2025، انضمت غريتا إلى رحلة سفينة “مادلين” المتجهة إلى غزة لكسر الحصار. أكدت غريتا على ضرورة الوفاء بالوعود للفلسطينيين وفتح ممر إنساني لغزة. اعترضت القوات الإسرائيلية السفينة واقتادتها إلى ميناء أسدود، وتم ترحيل النشطاء، بمن فيهم غريتا، إلى بلدانهم. أصبحت هذه الحادثة نقطة تحول جديدة في مسيرة غريتا، حيث تحولت من ناشطة بيئية إلى مدافعة عن حقوق الإنسان.

من هي غريتا ثونبرغ؟

ولدت غريتا في ستوكهولم عام 2003 لوالد ممثل ووالدة مغنية أوبرا. تم تشخيصها بمتلازمة أسبرجر، وهو ما لم يمنعها من متابعة نشاطها. أصدرت كتاباً بعنوان “المناخ” عام 2022، والذي يضم مقالات من خبراء وكتاب حول أزمة المناخ.