ضربة ترامب التجارية: رسوم النحاس تُربك أسواق المعدن الأمريكية

في خطوةٍ هزّت أركان سوق النحاس الأمريكي، أثارت قرارات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس، موجةً من القلق والتردد بين التجار والمصنعين. فمع اقتراب موعد تطبيق الرسوم، بدأت مؤشرات تراجع الطلب على المعدن تلوح في الأفق، من تكساس وصولًا إلى نيوجيرسي.
سباق مع الزمن قبل سريان الرسوم
أطلقت قرارات ترامب سباقًا محمومًا بين التجار لشحن أكبر كميات ممكنة من النحاس إلى الولايات المتحدة قبل بدء تطبيق الرسوم. ونقلت وكالة بلومبرج الأمريكية عن سام ديساي، نائب رئيس شركة آر إم-ميتالز، وهي شركة لتوزيع النحاس في نيوجيرسي، قوله إن الأسعار الأمريكية كانت مرتفعة أصلًا بسبب توقعات السوق للرسوم، لكن النسبة التي أعلنها ترامب فاقت كل التوقعات.
تخفيض المشتريات وإلغاء الطلبات
أجبرت الرسوم المرتفعة شركة آر إم-ميتالز على خفض مشترياتها من النحاس بنسبة 25%، بل وإلغاء الطلبات القائمة كلما أمكن. وأعرب ديساي عن قلقه من مصير الشحنات التي لم يتم إلغاؤها، متوقعًا أن ينتهي بها الحال في المخازن بسبب تردد الزبائن في الشراء حاليًا.
أسعار مرتفعة وغموض يكتنف القرار
على الرغم من أن الرسوم ستبدأ رسميًا في الأول من أغسطس، إلا أن المصانع الأمريكية اضطرت لدفع أسعار أعلى للنحاس خلال الشهور الماضية. ويزيد من حدة الأزمة الغموض الذي يكتنف تفاصيل الرسوم، حيث لا توجد معلومات رسمية واضحة عن المنتجات التي ستشملها الرسوم أو الاستثناءات المحتملة.
شلل في الصفقات التجارية
أكد روجر داينز، مدير المشتريات في شركة أفيفا ميتالز، وهي من أكبر مصانع وموزعي سبائك النحاس في الولايات المتحدة، أن حالة عدم اليقين دفعت الشركة لتعليق بعض صفقاتها. وتساءل داينز عن المنتجات التي ستشملها الرسوم بالتحديد: “هل ستشمل النحاس فقط، أم النحاس الأصفر والبرونز أيضًا؟”.
زيادة التكاليف وتخوفات العملاء
أوضح تشارلز باريجسا، الرئيس التنفيذي لشركة ميتالز أسوشيتس، أنه تواصل مع عملائه لتحذيرهم من ارتفاع أسعار النحاس، مؤكدًا أنه سيضطر لتمرير الزيادة إليهم. وأعرب باريجسا عن قلقه من رد فعل العملاء، واصفًا الوضع بأنه “فترة شديدة الارتباك”.
أهمية النحاس للاقتصاد
يُعد النحاس مادةً حيويةً في مختلف الصناعات، من الإسكان إلى الاتصالات والأجهزة المنزلية وحتى رقائق الكمبيوتر، وله دورٌ أساسيٌ في البنية التحتية للطاقة، لا سيما مع التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة وازدهار مراكز البيانات.