اليونيفيل إلى الزوال: هل ينزلق جنوب لبنان نحو الفوضى؟

في خطوةٍ مثيرةٍ للجدل، صوّت مجلس الأمن الدولي على إنهاء مهمة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) بحلول نهاية عام 2026، بعد نحو خمسة عقود من انتشارها في جنوب لبنان، وذلك إثر ضغوطٍ مارستها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على حلفائها الأوروبيين. القرار يأتي في وقتٍ حرجٍ للبنان الذي لا يزال يعاني من آثار الحرب المدمرة بين إسرائيل وحزب الله العام الماضي.
ضغوط أمريكية وتسوية فرنسية
أصرت واشنطن في البداية على إنهاء مهمة اليونيفيل خلال عام واحد، معتبرةً أنها لم تعد تُحقق الهدف المرجو منها. ولكن، الولايات المتحدة قبلت لاحقاً بتسوية فرنسية بتمديد المهمة حتى نهاية 2026، ممهدةً الطريق لإصدار القرار. وينص القرار على أن الجيش اللبناني سيكون القوة الوحيدة المسؤولة عن حفظ الأمن جنوباً بعد 2026.
دور الجيش اللبناني وحزب الله
ينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر الماضي على انسحاب حزب الله شمال نهر الليطاني، لإفساح المجال أمام الجيش اللبناني. وقد تعاونت اليونيفيل مع الجيش في تفكيك منشآت حزب الله، بما في ذلك مخازن ذخيرة وأنفاق. ولكن، يرى مسؤولون لبنانيون أن قدرات الجيش غير كافية للسيطرة على الجنوب دون دعم دولي.
مهمة اليونيفيل عبر العقود
تأسست اليونيفيل عام 1978 لمراقبة انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان. وتحولت مهمتها لاحقًا لرصد أنشطة إسرائيل وحزب الله. بعد حرب 2006، توسع دورها لدعم الجيش اللبناني، ولكن الاتفاق لم يُنفذ بالكامل. تضم اليونيفيل حاليًا حوالي 11 ألف جندي من 48 دولة.
انتقادات من جميع الأطراف
تعرضت اليونيفيل لانتقادات من إسرائيل وحزب الله. إسرائيل اتهمتها بالتغاضي عن أنشطة حزب الله، بينما انتقد الحزب وجودها. وخلال التصعيد العسكري الماضي، استهدفت إسرائيل قواعد اليونيفيل، ما أدى إلى إصابة جنود وتدمير بنى تحتية، كما فقد بعض الجنود حياتهم جراء هجمات نُسب بعضها إلى حزب الله.
موقف الأمم المتحدة
أكد متحدث باسم اليونيفيل أهمية دورها في دعم لبنان لاستعادة سلطة الدولة في الجنوب. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن انسحاب القوات يجب أن يكون منظمًا لتجنب فراغ أمني.
خلافات دولية وتحديات مقبلة
أعربت روسيا والصين عن قلقهما من القرار، بينما أكدت الدول الأوروبية أنها سعت لحل وسط. وتصر واشنطن على أن استمرار اليونيفيل يُمثل هدراً للموارد.
مستقبل جنوب لبنان
مع اقتراب موعد الانسحاب، تتزايد المخاوف من قدرة لبنان على ملء الفراغ الأمني. أعلنت الحكومة اللبنانية موافقتها على خطة لنزع سلاح حزب الله، ولكن تطبيقها سيكون صعبًا بدون دعم اليونيفيل. ويواصل الجيش الإسرائيلي احتلال نقاط داخل الأراضي اللبنانية، وتشير تقارير إلى أن دمارًا كبيرًا وقع في جنوب لبنان بعد وقف إطلاق النار.