إيران على صفيح ساخن: تفعيل آلية “سناب باك” يُهدد بنسف الاتفاق النووي

في خطوةٍ تصعيديةٍ غير مسبوقة، أعلنت فرنسا وألمانيا وبريطانيا تفعيل آلية “سناب باك” لإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، على خلفية النزاع الأخير مع إسرائيل والضربات التي استهدفت منشآت نووية إيرانية. هذه الخطوة تُلقي بظلالٍ قاتمة على مستقبل الاتفاق النووي، وتُنذر بمواجهة محتملة في المنطقة.
تجميد الأصول وحظر التسليح
تفعيل آلية “سناب باك” يعني عمليًا تجميد الأصول الإيرانية في الخارج، ووقف صفقات السلاح، وفرض قيودٍ مشددة على تطوير برنامج الصواريخ الباليستية. هذه الإجراءات ستُزيد الضغط على الاقتصاد الإيراني المُنهك أصلًا، والذي يُعاني من تدهورٍ مُستمر.
مهلة 30 يومًا للدبلوماسية
على الرغم من التصعيد، إلا أن تفعيل الآلية يمنح فرصةً للدبلوماسية، حيث تُتيح مهلة 30 يومًا قبل عودة العقوبات بشكلٍ كامل. وزراء خارجية الدول الأوروبية أكدوا أن الهدف من هذه الخطوة هو تحفيز المفاوضات مع طهران، مُشددين على أن الباب ما زال مفتوحًا أمام الحلول الدبلوماسية.
رفض إيراني وتحذيرات من الرد
من جانبها، رفضت إيران الخطوة الأوروبية، حيث وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تفعيل “سناب باك” بأنه “غير قانوني ويفتقر لأي أساس شرعي”، مُحذرًا من رد إيراني “مناسب”. الخارجية الإيرانية شددت على أن الأوروبيين “انتهكوا التزاماتهم” بالاتفاق النووي.
خلافات دولية حول شرعية الخطوة
أثار تفعيل “سناب باك” خلافاتٍ دولية، حيث اعتبرت روسيا والصين الخطوة الأوروبية “باطلة قانونيًا”، مُتهمتين باريس ولندن وبرلين بخرق الاتفاق النووي. وقدمت الدولتان مشروع قرار لمجلس الأمن يقترح تمديد العمل بالاتفاق النووي كخيار بديل.
انهيار العملة الإيرانية وتصاعد المخاطر
يأتي تفعيل “سناب باك” في ظل انهيارٍ غير مسبوق للريال الإيراني، الذي تجاوز حاجز المليون مقابل الدولار الواحد، ما يعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي تُعاني منها إيران. وتبقى مخاطر التصعيد قائمة مع اقتراب موعد انتهاء صلاحية آلية “سناب باك“.
دعوات أممية للتهدئة
وسط هذا التوتر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى استغلال المهلة المتاحة لإيجاد حل دبلوماسي يضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني، ويمنع اندلاع مواجهة عسكرية جديدة في المنطقة.