عرب وعالم

أزمة نتنياهو تتفاقم: هل اقتربت نهاية حكومته؟





أزمة نتنياهو تتفاقم: هل اقتربت نهاية حكومته؟

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه أزمة سياسية غير مسبوقة، مع تصاعد التوتر داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل. تمرد القوى اليمينية والدينية الحليفة لنتنياهو، على خلفية إدارة الحرب في غزة ومشاريع القوانين المرتبطة بالتجنيد وتمويل المؤسسات الدينية، يثير تساؤلات حول مصيره السياسي وقدرته على البقاء في سدة الحكم.

غليان سياسي واستطلاعات مقلقة

يشهد الكنيست الإسرائيلي حالة من الغليان السياسي، في وقت تكشف فيه استطلاعات الرأي عن تراجع غير مسبوق في شعبية الحكومة. تتزايد الدعوات الداخلية لإعادة تشكيل التحالف أو حتى الذهاب إلى انتخابات مبكرة، في ظل تصدع واضح بين مكونات الائتلاف.

انسحابات متتالية من الحكومة

في تطور دراماتيكي، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية انسحاب حزب شاس اليميني المتطرف من حكومة نتنياهو، ليُضاف إلى انسحاب حزب يهدوت هتوراه (التوراة اليهودي المتحد) مؤخرا بسبب خلافات حول الخدمة العسكرية. هذه الانسحابات تُضعف بشكل خطير الائتلاف الحاكم.

أزمة بنيوية متعددة الأبعاد

يُشير ألون أفيتار، المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، إلى أن الائتلاف الحاكم يفتقد التماسك في لحظة حربية حساسة. الخلافات بين الأصوليين واليمين القومي تهدد بانفراط عقد الحكومة، فيما يواجه نتنياهو مأزقاً ثلاثي الأبعاد: تمرد حلفائه داخلياً، خسائر عسكرية في الميدان، وفُتور أميركي وغضب أوروبي من استمرار الحرب دون أفق سياسي.

توتر في البرلمان وغليان في الجنوب

شهدت جلسة الكنيست الأخيرة مشادات كلامية بين نواب الليكود وشاس ويهدوت هتوراه حول قانون التجنيد. الأحزاب الدينية تعتبر القانون مساساً بالهوية التوراتية، بينما تدعو أحزاب أخرى إلى العدالة في الخدمة العسكرية. في الوقت نفسه، تتوالى الخسائر العسكرية في غزة وسط انتقادات لغياب خطة سياسية واتهامات لنتنياهو بتأجيل الحسم لأسباب شخصية وقضائية.

هل اقتربت لحظة الحسم؟

يرى مراقبون أن نتنياهو قد لا يصمد طويلاً إذا استمر التمرد داخل الائتلاف، مع انزياح بعض القواعد التقليدية لليمين نحو المعارضة وتزايد المطالبات بتغيير القيادة. الاختبار الحقيقي لنتنياهو ليس في غزة فقط، بل في قدرته على الحفاظ على تماسك الداخل. إذا فشل في ذلك، فإن نهاية حكومته ستكون مسألة وقت.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى